IMLebanon

بين نتانياهو وبايدن

 

 

يقول ديبلوماسي أوروبي غربي أنه يُصر على أن سقوط سبعة قتلى في الهجوم الإسرائيلي على عمّال المطعم الدولي في قطاع غزة هو بمثابة جريمة «اغتيال» وليس مجرّد مقتلة عادية درج جيش الاحتلال على ارتكابها في سياق الجرائم الكبرى التي يرتكبها يومياً منذ غداة عملية «طوفان الأقصى»، أي منذ الثامن من شهر تشرين الأول من العام الفائت.

 

ويوضح أن لديه من المعلومات ما يؤكد على أنها رسالة موجّهة الى الرئيس الأميركي تجو بايدن شخصياً الذي تربطه علاقة شخصية مباشرة برئيس هذا المطبخ الذي يحمل رسالة إنسانية يمارسها في المناطق المختلفة من العالم التي يعاني سكانها ندرة الغذاء في زمن الحروب والكوارث. ويضيف أن بايدن الذي كان لا تزال يربطه ببنيامين نتانياهو، رئيس وزراء الكيان العبري، خيط رفيع من التفاهم، تلقّف تلك المجزرة ليقطع ذلك الخيط، وهو ما تجلّى بوضوح في مجلس الأمن الدولي من خلال عدم استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد قرار إدانة إسرائيل، حتى ولو كانت تلك الإدانة خجولة.

 

ويؤكد الديبلوماسي الأوروبي الغربي على حقيقة تدهور العلاقة الى ما «قبل الصفر بقليل»، عندما رفض سيد البيت الأبيض أن يرد على اتصال «بيبي» الهاتفي، وقد تكرر الرفض مراتٍ عدّةً، وهو عندما رد عليه في المرة الأخيرة، يوم الأربعاء الماضي، تحوّلت المخابرة الى «معركة كلامية» بين الاثنين وجّه خلالها بايدن انتقاداتٍ شديدةً الى نتانياهو، يصفها الديبلوماسي الأوروبي الغربي إيّاه بأنها «تكاد أن تكون، من شدّة كلام الرئيس الأميركي، بأنها غير مسبوقة في تبادل الكلام الديبلوماسي، لاسيما على مستوى الرؤساء»، بحسب تقرير جرى تداوله في القصر الرئاسي في الدولة التي ينتمي إليها الديبلوماسي الأوروبي، الذي أضاف قائلاً: ان هذا التقرير كان الدافع لرئيسنا لأن يتشدّد في موقفه من حرب إسرائيل على غزة.

 

ويختم الديبلوماسي الأوروبي الغربي كلامه بالقول: إن جريمة اغتيال عمال «المطبخ» أثبتت، من دون أدنى شك، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي فقد البورصة نهائياّ، وأنه لم يعد يرى الى الواقع إلّا من زاوية كيف يمكنه أن يهرب من قدره المحتوم، وهو هروب الى الأمام، ينذر بسقوطه المدوّي عندما تضع الحرب أوزارها. ولقد كنّا في بداية الحرب على غزة نَصفُ أعماله بالجنون، ولكن مع استمرار الحرب ثبت لنا، في اليقين، أن الرجل فاقد البصيرة تماماً، وغائب عن وعي التطورات والمستجدّات، وعاجزٌ عن الخروج من قوقعة مستقبله الذي سيكون مظلماً من دون أدنى شكّ. وأيّاً كانت نتيجة هذه الحرب فإن نتانياهو سيكون الخاسر، مع الاستدراك في أنه «نجح» في شيءٍ واحد، وهو أنه أزاح هتلر واستقر مكانه عنواناً للإجرام وارتكاب المجازر.