Site icon IMLebanon

بين نقولا وكنعان.. «فتّت تيارك»!

لم يعُد هناك من طائل في التساؤل عن صاحب الفكرة «العجيبة» في اختيار النظام الانتخابي الذي يستند إليه محازبو «التيار الحر» لاختيار مرشحيهم المفترضين إلى الانتخابات النيابية محوّلا إياهم إلى «آكلي أصوات» من أجل البقاء على قيد الحياة.. سياسياً.

الأهم هي النتيجة، وانعكاس هذه التجربة على علاقة العونيين في ما بينهم. المتن مثال ساطع. كثر يتفرّجون على الحرب الصامتة المستعرة والمستمرة بين إبراهيم كنعان ونبيل نقولا والتي بلغت أوجها مع قرب فتح الصناديق نهاية الشهر الحالي.

وصل الأمر إلى حدّ وقوف نائبَي «التيار» وجهاً لوجه في معركة تكسير رؤوس خلال الانتخابات البلدية في جل الديب مسقط رأس نقولا، وانتهت بربح الأخير بدعم من القاعدة الحزبية، معركة بلدية جل الديب، يداً بيد مع ميشال المر، مستفيداً من عدم وجود حرم مركزي على آل المر، بدليل التفاهمات التي نسجت معهم في الكثير من المناطق.

في الأيام الماضية، التهى نواب المتن بحزورة «من أخفى بطاقات الدعوة الى حفل تكريم الياس الرحباني في كنيسة مار الياس انطلياس؟».

القيّمون على الحفل أرسلوا بطاقات الدعوة الى كل نواب القضاء، «لكن لسبب غير مفهوم لم تصل سوى واحدة باسم إبراهيم كنعان وأخرى باسم الوزير جبران باسيل»، كما يؤكّد العارفون.

مشهد كهذا يؤجّج «حرب النكايات» مع احتدام السباق بين مرشحي قضاء المتن لاجتياز الامتحان الانتخابي التمهيدي داخل «التيار».

نبيل نقولا وإبراهيم كنعان نائبان مارونيان عونيان لا شيء يحول دون ترشيحهما مجدداً، حتى القنبلة النووية نفسها. لا حملات طنانة للاول لكن مؤيّديه رفعوا شعار «بدنا نقولا، نحن مع النبيل»، أما الثاني، فقد اختار شعار «متّن تيارك».

يُعرَف كنعان بحساسيته المفرطة تجاه كل مَن يقترب من «ملعبه» الواسع جداً. ضحاياه «يلطمون» يومياً على حظهم العاثر الذي أوقعهم بين براثن نائب «يهلوس» بكل صوت إضافي يمكن أن يدخله نادي «نواب مدى العمر».

كنعان يدير حملة انتخابية حقيقية يصل فيها ليله بنهاره. تواصل لا ينقطع مع هيئات «التيار» واجتماعات واتصالات وجولات في محاولة منه لرفع «سكوره» الانتخابي و «سحق الآخرين» وعلى رأسهم غريمه نبيل نقولا.

وصل الأمر إلى حد التفاوض مع مرشحين فقط، لكي يأخذوا أصواتاً من درب نقولا، مع وعود مسبقة منذ الآن لمرشّحين للنيابة (غير مرشحين في الانتخابات الحزبية) بدعمهم لاحقاً!

تتأتى قوة كنعان ليس فقط من مونته الكبيرة على الهيئات المحلية و «استثماره» الانتخابي الناجح في مجال الخدمات ودفع الأموال للمفاتيح الانتخابية والقوطبة على كل ما يمكن أن يحجب عنه أضواء الـshow النيابي، بل في كونه «يحتكر السوق» وحده بوجود «بلوك» كامل يواليه.

أما خصومه، فقد تشتّتوا وانقسموا وتعدّدت ترشيحاتهم ما يؤثر أساسا على «سكور» نبيل نقولا الذي وجد نفسه أمام عونيين دعمهم فنزلوا الى حلبة الترشيحات بوجهه كطانيوس حبيقة وآدي معلوف.

لا يُحسب كنعان ونقولا على «الفئة المناضلة» في «التيار». الرجلان وقفا الى جانب ميشال عون لكن كلّ على طريقته، وهما اليوم بالتأكيد لا ينتميان إلى نادي «عشّاق جبران باسيل».

كثيرون يقرّون اليوم بأن ثمّة من يريد أن يسحب اللوحة الزرقاء من نبيل نقولا، وبأن الوقت قد حان للتخلّي عن خدماته، خصوصاً بوجود مرشحين موارنة بارزين ينافسون حتى إبراهيم كنعان، لكن ليس لدرجة إزاحته.

يشيع خصوم نبيل نقولا أنه «أقرب إلى عمارة شلهوب من الرابية»، مع العلم ان الرجل، باستثناء تعامله بجفاء واضح ومتعمّد مع «القوات» (غاب عن احتفال إعلان النيات في معراب)، فإنه يتميّز بنسجه علاقات جيدة مع مختلف القوى السياسية، بمن فيها «حزب الله» و «الطاشناق»، وهي تعطيه نقاط قوة حين تدقّ ساعة النيابة.

مشكلة كنعان حسبما يرويه أحد القادة العونيين: تشبه استراتيجية كنعان في المتن استراتيجية أحمد داوود اوغلو حين طرح نظرية «صفر مشاكل» لتكون أساساً للديبلوماسية التركية فتحوّلت مع الوقت الى سياسة «صفر جيران».

هذا هو تماماً اليوم وضع إبراهيم كنعان الذي وصل بعد مسيرة نيابية طويلة الى سلسلة أزمات مع ميشال المر و «الكتائب» والحزب القومي والأرمن وصولاً الى «القوات» التي تهضم كنعان بصفته ممثل ميشال عون لا أكثر ولا أقل بدليل خوضه الانتخابات بوجه «رفيقه القواتي» ملحم رياشي في الخنشارة.. بلدة الأخير في المتن، وحتماً كانت النتيجة لغير مصلحة كنعان.