IMLebanon

بين التفاؤل والتشاؤل والتشاؤم

أنا متَّهم بالتفاؤل، وعلى نطاق بقايا الأصدقاء وكرام الزمن الجميل من سياسيّين وكتّاب وصحافيّين. حين نلتقي للتأسُّف على ما كان وما جرى، لا يتردّدون في إطلاق تعليقاتهم تباعاً: نيّالك شو بتضلَّك متفائل…

طار الزمان وبَعْد في كومة حجار، وكومة أمل، وكومة ناس، سأبقى من أجلها على تفاؤلي. وسأظل أُدافع عن “الوطن الرسالة” بقلم “بيك”، وبتفاؤل هو مزيج من قلب ومشاعر وعقل ووعي.

وعلى هذا الأساس أَبني “نهاريات” اليوم، وإن بدت جانحة صوب عدم التفاؤل.

لطالما سمعت الرئيس صائب سلام، في عزِّ لهيب حروب قايين وهابيل والآخرين، يردِّد باصرار واقتناع أنه ليس خائفاً على لبنان إلاّ من نزوات بعض اللبنانيّين، و”غزوات” بعض طالبي الأمجاد والمناصب والمكاسب معاً.

ثم يتساءل آسفاً عاتباً: أين مصلحة لبنان في كل ما يجري ويحصل؟ أين حصة بلد الثماني عشرة طائفة من هذه الحروب والكوارث، ومن كل هذا الدمار والخراب؟

ثم لا يلبث أن يعود إلى الحديث عن الناس الطيّبين، وعن اللبنانيّين الذين إذا ما أُتيح لهم أن يلتقوا خنقوا بعضهم بعضاً من شدة العناقات.

كما عن أولئك المتسبّبين بالأزمات، والصدامات، والمواجهات الملغومة، مروراً بمسؤوليّة مَنْ حوَّلوا السلطة دكاكين والبلد مزارع والقوانين عكازات…

لا يزال الخوف على لبنان من نزوات و”محالفات” بعض اللبنانيّين كما كان وأكثر إبّان حروب تخريب لبنان والقضاء على فرادته وازدهاره وتألّقه. وخصوصاً عند مفترق مصيري يتوزّع على دول العالم العربي بأسره.

وغالب الظنّ أن جرافة الأحداث لن تقف عند الأزمة الطارئة، والمقلقة جداً، بين السعودية وإيران… وعلى صفيح من نار حرب اليمن التي تتوسّع حرائقها في كل الاتجاهات.

ومن البديهي أن يضع اللبنانيّون أيديهم على قلوبهم خوفاً من انعكاسات الأزمة الجديدة على اللبنانيّين المنتشرين بين السعودية ودول الخليج خارجيّاً، مثلما يُحسب ألف حساب داخليّاً.

إنّما يرجع مرجوعنا دائماً إلى الوضع اللبناني حيث دود الخل منه وفيه.

قيل الكثير عن الذين تولّوا “كلّ السلطة” اللبنانيّة بكل مؤسّساتها، ولفترة طويلة، حيث صبّت التهم في اتجاههم من منطلق اساءة التصرُّف، ورداءة المسؤولين، والتخلّي عن الأمانة تجاه لبنان الواحد ذي الثماني عشرة طائفة، وارتكبوا المعاصي دستوريّاً وقانونيّاً وميثاقيّاً.

الآن يتهيَّأ الفراغ الرئاسي لدخول شهره العشرين، فيما التقديرات الهادئة ترجّح “الخروج” من المأزق الرئاسي خلال فترة قصيرة. وهذا كلام لا ينقصه التفاؤل بدوره.