IMLebanon

بين التفاؤل والتشاؤم

 

لا يزال الرئيس سعد الحريري، متفائلاً بولادة حكومته قبل آخر الشهر الجاري، وجدّد هذا التفاؤل من المملكة العربية السعودية التي استقبلته كرئيس دولة وليس كرئيس مكلف لتشكيل الحكومة، لكن هذا التفاؤل لا يعكسه المشهد السياسي في الداخل بقدر ما يؤشر إلى أن تفاؤله ليس مبرراً في ظل بقاء العقد التي أخرت التأليف أكثر من أربعة أشهر تراوح مكانها. لا عقدة «القوات اللبنانية» وجدت طريقها إلى الحلحلة، ويقال ان العكس هو الصحيح، ذلك ان «القوات» لم تحصل بعد لا من الرئيس المكلف ولا من رئيس الجمهورية على أي جواب مقنع، بل سمعت كلاماً من جانب التيار الوطني الحر يكشف عن النوايا الخفية لهذا التيار ضد اشراك «القوات اللبنانية» في الحكومة العتيدة، على خلفية انها عملت في الحكومة المستقيلة في اتجاه معاكس لاتجاهات فريق رئيس الجمهورية ما أدى إلى إضاعة عدّة فرص على العهد كان يُمكن استثمارها لتحسين صورته تجاه الرأي العام اللبناني والرأي العام الدولي، وايضا لا عقدة إسناد حقيبة الاشغال إلى تيّار المردة التي يطالب بها التيار الوطني الحر لقيت أية حلحلة تشي بإنهائها، والأمر نفسه ينطبق على تمثيل النواب السنّة الذين هم خارج تيّار «المستقبل» في  الحكومة، ما حدا بحزب الله إلى تبديد كل موجات التفاؤل بقرب ولادة الحكومة العتيدة، وإطلاق الشائعات هنا وهناك من ان الحكومة لا تزال عالقة في عنق زجاجة العقدة السنّية، ولم تجد بعد أي طريق نحو الحلحلة ما يعني انه من المستبعد ان تبصر الحكومة النور خلال الأيام القليلة المتبقية من شهر تشرين الأوّل، وان الأزمة الحكومية ما زالت بالتالي مفتوحة في المدى المنظور ولا يعلم الا الله متى يتم الإفراج عنها.

حتى الرئيس نبيه برّي نفسه الذي دعا أمس الأوّل إلى الإسراع في تشكيل الحكومة لأن الوضع الاقتصادي الصعب لم يعد يحتمل، عاد أمس كما نقلت عنه اوساطه إلى التشاؤم بعدما تلقى من اكثر من جهة نتائج المشاورات الجارية بين الرئيس المكلف وأصحاب العقد.

وثمة سؤال يطرح نفسه، لماذا لم يتوجه الرئيس المكلف فور عودته من المملكة إلى القصر الجمهوري وينهي مع رئيس الجمهورية الملف الحكومي طالما ان كل العقد بالنسبة إليه وجدت طريقها إلى الحل، الا إذا كان لا يزال يأمل في ان تحصل خلال الأربع والعشرين أو الثماني والأربعين ساعة المقبلة، تطورات غير مسبوقة تشرع الأبواب امام ولادة حكومة الوحدة أو الوفاق الوطني بالرغم من ان التيار الوطني الحر لم يهضم بعد هذه التسمية ويعمل لأن تكون الحكومة العتيدة، هي قولاً وفعلاً حكومة العهد الأولى، بتوجهاتها وحتى بالأكثرية الساحقة من أعضائها إذا اقتضت الظروف ذلك.