Site icon IMLebanon

بين قاسم سليماني وحسن نصرالله  

بين اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، نحن نصدّق قاسم سليماني، فهو غير مضطرّ لاستخدام التقيّة التي ما يزال نصرالله يستخدمها في خطاباته، وآخرها أمس الثلاثاء عندما بالغ في تغنّيه في «احتفاليته»  أنّ الحرب في العراق لم تكن حرباً ضدّ السُنّة، وأنّ الحرب ليست مذهبيّة بين الشيعة والسُنّة، أطلق نصرالله ابتهاجه في كلمة الأمس فيما سبقه قاسم سليماني بيوم واحد فقط بالإعلان أنّ «الجيش العراقي في طريقه لأن يصبح عقائدياً»!!وهذه «الـ «عقائديّاً» تعني الكثير بما أن من يقول هو الرّتبة الأعلى من رتبة نصرالله وهو المشرف العام على «أذرع المقاومة» كما أسماها حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني.

تفسير واحد لجملة قاسم سليماني «الجيش العراقي في طريقه لأن يصبح عقائديّاً» هو أن الجيش العراقي في طريقه لأن يصبح «جيشاً شيعيّاً»، إطلالة نصرالله بالأمس مستحقّة لأنّ سليماني كشف على هامش مشاركته في تأبين أحد قتلى الحرس الثوري في سوريا، أمس أن «حزب الله اللبناني قدم خبراته للحشد، وخسر الكثير من قواته في سوريا والعراق» مثلما كشف أنّ «الحرس الثوري عمل على مدار الساعة لتسليح الحشد الشعبي»، كلام نصرالله هو كلام الذي ما يزال محتاجاً إلى التقيّة قبل أن يميط اللثام نهائيّاً عن كامل وجهه الإيراني لأنّه لم يبسط بعد كامل سيطرته على كامل التراب اللبناني ولم يعلن اتصال لبنان النهائي بالجمهوريّة الإسلاميّة في إيران!!

تقتضي الضرورة بتذكير أمين عام حزب الله بما جاء في كلمة قاسم سليماني في الخامس من تشرين الأول من العام 2016 «الفاقعة» المذهبيّة في تأبين العميد حسين همداني المقتول في حلب إذ قال سليماني «إنّ قوات المقاومة في سوريا تدافع عن مبادئ الإسلام وعن الجمهورية الإيرانية»، وتمادى سليماني في المذهبيّة الشيعيّة الإيرانيّة عندما اعتبر يومها أنّ «شبابنا اليوم يرتدون ملابس عزاء الإمام الحسين (ع)، وهي عادة جيدة جدا، فثقافة الإمام الحسين (ع) هي التي جعلتنا ننتصر على الدوام، وهذه الثقافة كان لها بالأمس فرع واحد في إيران فقط، واليوم لها فروع أخرى، فأنصار الله في اليمن، وكذلك الحشد الشعبي في العراق» وبالتأكيد حزب الله من ضمن هذه «الأذرع» الإيرانيّة التي اعتبرها حسين سلامي أذرع المقاومة التي اكتملت في شرق البحر المتوسط!!

بصرف النّظر عن الرسالة التهديديّة التي أرسلها بالأمس أمين عام حزب الله حسن نصرالله بتحرّك حزب الله في جرود عرسال، اللبنانيّون وبعد سقوط الموصل هم الحلقة الأخيرة في المخطّط الإيراني في المنطقة وفي مواجهة خطر هو أكثر تهديداً من إرهابيّي جرود عرسال، نحن أمام إرهاب حزب الله «ذراع» إيران الذي يسعى لإعلان دويلتها في لبنان وفرض «عقائديّته» على اللبنانيّين، اليوم وأكثر من أيّ وقت مضى منذ نشوء حزب الله يعيش اللبنانيّون تحت وطأة خطر حقيقيّ هو البيان التأسيسي للحزب الذي سُـمي آنذاك بالرسالة المفتوحة وبعنوان «من نحن وما هي هويتنا؟» والذي أعلن في 16 شباط 1985 من حسينية الشياح، والخطر واضح ولا لبسَ فيه، وهو اكتمال مشروع الهلال الشيعي منذ ذاك التاريخ، وها هو يكتمل باحتلال إيران لسوريا في زمن الأسد الإبن، وسقوط الموصل في القبضة الإيرانيّة، تذكّروا جيداً في بيانه التأسيسي أعلن حزب الله: «إننا أبناء أمة حزب الله التي نصرالله طليعتها في إيران وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم. نلتزم أوامر قيادة واحدة حكيمة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط. كل واحد منا يتولّى مهمته في المعركة وفقاً لتكليفه الشرعي في إطار العمل بولاية الفقيه القائد»، كفانا الله شرّ إيران وحزبها وهلالها الشيعي.