Site icon IMLebanon

ما بين الخطأ والصواب السياسي؟!

بدت الساعات القليلة الماضية وكأن لا جديد يذكر على صعيد الانتخابات الرئاسية، فيما ركز البوانتاج السياسي على ان هناك استحالة لمعرفة من سيصل الى قصر بعبدا من بين المرشحين رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، مع الأخذ في الاعتبار معدل الاصوات النيابية التي قد تصب في مصلحة الثاني، حيث ثمة كثافة لجهة كتلة المستقبل التي تشير ضمنا الى ان توقع فرنجية حيازة سبعين صوتاً في معركته مع الجنرال، أصح حسابياً من توقع العماد عون الذي ينطلق من كتلته ومن أصوات حزب القوات اللبنانية التي لن تصل في مجموعها مع بعض الخروقات لأكثر من اثنين واربعين صوتاً نيابياً؟!

المهم من وجهة نظر بعض المصادر ان جلسة الانتخاب في الثامن من شباط ان تعقد، ربما لتعذر فهم حقيقة الأصوات التي تصب في مصلحة عون او فرنجية، مع العلم في هذا الصدد ان كتلة تيار المستقبل ستصر على انعقاد الجلسة قبل ان يطرأ ما يعزز الاعتقاد ان لا مجال لعقد الجلسة لأسباب من الصعب تحديدها قبل 24 ساعة من الجلسة، طالما ان الأمور سائرة باتجاه الحسم من قبل النائب سليمان فرنجية الذي تسير أموره باتجاه الحسم لأكثر من سبب، خصوصاً ان نواب حزب الله ومن يدور في فلكهم غير قادرين على تعطيل النصاب بحسب اجماع قوى 8 آذار؟!

من هنا يفهم الواقع الجغرافي لكلمة نصاب التي تغير معناها بعد ترشيح فرنجية، أضف الى ذلك ان الجنرال بدا في الأيام القليلة أنه مربك على رغم ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي وعده بدعم مطلق لكنه غير مرشح لأن يترجم على الارض لمجرد ان تكتل التغيير والاصلاح ليس متماسكاً بنسبة تماسك البنية الباقية من قوى 14 آذار التي حسمت أمرها باتجاه ما بات يعرف بأن رئيس الجمهورية هو سليمان فرنجية وان لا رئيس سواه؟

هذه الأمور من الصعب الخوض فيها بمعزل عما اذا كان النصاب النيابي مرشحاً لأن لا يغير شيئاً، حيث ان الثلثين مؤمنان من غير حاجة الى كثير تغيير في المجريات السياسية التي شعر البعض أنها لم تعد على ما كانت عليه قبل تطور المنافسة الى حد الرهان على ان العماد عون أصبح بعيداً من السباق الى بعدا، في ظل ما طرأ من تطورات، وعلى رغم ما طرأ من تغيير في موقف حزب القوات اللبنانية الذي تغير بمعدل قياسي لمصلحة العماد الذي لم يعرف كيف يستفيد من تأييد تيار المستقبل الذي عرضه عليه الرئيس سعد الحريري في بدايات المعركة الرئاسية.

ولأن عون ظهر وكأنه وضع كل ثقله السياسي في سلة حزب الله، فإن ما صدر عن الأمين العام لحزب الله قد بدل جانباً من المشهد السياسي وأبقى الأمور قيد التساؤل، لأن السيد نصر الله حسم جانباً من تأييد عون من غير ان يزيح عن تأييد فرنجية، في حال انسحب الاول لاسباب وظروف طارئة كما شدد حزب الله على لن الأمور غير مرشحة لأن تحسم في جلسة 8 شباط، ربما لأن »الأمور لاتزال قيد الدرس والمناقشة بين من يعنيهم الأمر«!

في كلام نصر الله الكثير من التساؤل والشك عما اذا كان حزب الله قد حسم أمره الى جانب حليفه عون، فيما كان المطلوب بحسب جماعة التيار الوطني ان يقول صراحة ان لا بديل عن الجنرال، الأمر الذي أبقى الأمور الانتخابية معلقة حتى اشعار آخر.

واللافت في هذا الخصوص ان الرئيس سعد الحريري قال صراحة أنه مع رئيس تيار المردة من غير حاجة الى لف ودوران من الصعب عدم تقبل التأييد الذي يختلف تماماً عن تأييد نصر الله للعماد عون الذي لا بد وأنه فوجىء بعدم حسم حزب الله موقفه من ترشيحه بصورة لا لبس فيها، بحسب ما قالته أوساط التيار الوطني حيث كان تساؤل من الواجب أخذه في الاعتبار مهما اختلفت الظروف السياسية في الداخل والخارج؟!

وعندما يقال ان الرئاسة لاتزال على كف عفريت، هناك من يجزم بأن العفريت يكمن في سوء التفاهم الرئاسي، خصوصاً ان صوت تيار المستقبل قد تغير بعدما لم يعرف عون كيف يستفيد من طروحات الرئيس الحريري، لاسيما ان الأمور أخذت الوقت الكافي لتوضيح صورة التحالفات، فضلاً عن ترك الأمور الى آخر لحظة اتكالاً على النصاب الذي كان يضيع تكراراً بفعل حسابات لم تصل الى حد الوضوح؟؟