IMLebanon

بين روما وباريس

من قائل بأن التسوية التي طرحها قبل أسابيع قليلة، أمين عام حزب الله السيّد  حسن نصر الله، وتلقفها رئيس تيّار المستقبل سعد الحريري، سبقتها اتصالات بعيدة عن الأضواء بمعرفة جهات إقليمية فاعلة على الساحة اللبنانية، وكان طرح إسم نائب زغرتا سليمان فرنجية كإحتمال مرجح أحد نتائجها المبدئية.

ومن قائل بأن الأمر لا يتعدى عملية جس نبض كمعرفة مدى استعداد حزب الله للتخلي عن مرشحه التحدي العماد ميشال  عون وقبوله برئيس من خارج اصطفافي 8 و14 آذار تماماً كما حصل قبل  الذهاب إلى الدوحة بالنسبة إلى الرئيس ميشال سليمان.

ومن قائل أيضاً بأن ما حصل بعد لقاء رئيس تيّار المردة ورئيس تيّار المستقبل في باريس هو نسخة طبق الأصل عمّا حصل بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الحريري والعماد ميشال عون في العاصمة الإيطالية قبل أكثر من سنة، ونُسج حوله الكثير الكثير من التأويلات والتحليلات حتى ان البعض وصل إلى حدّ الترويج بأن رئيس تكتل التغيير والإصلاح هو الرئيس القادم على صهوة حصان التوافق اللبناني، وإن مسألة التتويج لن تتعدّى الأيام والأسابيع، لكن الأمور ما لبثت أن تسارعت وتبين أن طرح إسم العماد عون جاء في سياق عدّة احتمالات لا تخرج عن مسلمات  قوى الرابع عشر من آذار.

ويبدو المشهد السياسي بعد لقاء الحريري – فرنجية أشبه ما يكون بذلك المشهد الذي خيم بعد لقاء الحريري – عون في العاصمة الإيطالية ترقب، من هنا، وصمت من  هناك، وتحليلات من هنالك بإنتظار أن تتوضح حقيقة ما دار  في اجتماع باريس، حتى أن حزب الله الذي يعتبر النائب فرنجية حليفه الاستراتيجي قبل وبعد أن أصبح عون حليفه السياسي وفق ورقة التفاهم لاذ بالصمت ولم يعلق على اللقاء سلباً أو ايجابياً رغم أنه كان المبادر للدعوة إلى تسوية تشمل بطبيعة الحال  رئاسة الجمهورية. علماً بأن منطلق أية تسوية تتم بين فريقين يفترض بل يجب أن لا ترجح كفة فريق على آخر كما يحصل في حال كان ترشيح النائب فرنجية جدياً.

وكما هو حال حزب الله، كذلك  حال حلفاء الرئيس الحريري  في قوى الرابع عشر من آذار وهو الترقب وعدم الذهاب في التأويلات والتحليلات بعيداً، وهذا طبيعي ما دام أن تفاصيل ما دار في لقاء باريس لم تصلهم بعد، وما دام طرح إسم نائب زغرتا ما زال في الكواليس بإعترافه هو وما دام الأمر لم يطرح بعد على قوى 14 آذار التي هي على تواصل دائم في ما بينها وبين قياداتها، فضلاً عن تفاهمها الثابت على مواصفات  الرئيس الذي تقبل به، وهذا كلّه يعني ان طرح إسم رئيس تيّار المردة، ما زال مجرّد إحتمال، لا أكثر ولا أقل، كما كان طرح إسم العماد عون بعد لقاء روما مجرّد احتمال لكي يبقى مجال التسوية مفتوحاً.