وصّف «الحكيم» بالأمس اللحظة اللبنانيّة الشديدة الدقّة عندما اعتبر أنّ «السبب الرئيسي لزيارتي هو التقاء القوتين السياسيتين وبرأيي أنّ القوات والتيار قوتان كبيرتان في حال التقيا يمكن أن يحدثا تأثيراً إيجابياً على الأوضاع في لبنان»، ونميل إلى الظنّ أنّ البنود التي ستكون عرضة لهجوم عنيف ومحاولة عدّة لتفسيرها بما ينسف وضوح مضمونها هي الآتية: «إبقاء المبادئ الدستورية والميثاقية فوق سقف التنافس السياسي ورغبة بالعمل على التواصل بجميع المجالات لتنفيذ الالتزامات؛ التأكيد على التمسك بالمبادئ الكيانيّة المؤسسة للبنان؛ الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني لجهة الاعتماد على اللامركزية الادارية وبأحكام الدستور المتعلقة بالمالية العامة؛ إحترام قرارات الشرعية الدولية كافّة والعمل على تنفيذ القرارات التي تمّ التوافق عليها سابقاً في الحوار الوطني؛ الحرص على ضبط الأوضاع على الحدود بين لبنان وسوريا وعدم استعمال لبنان منطلقا لتهريب السلاح والمسلحين؛ التعهد بالتقيد بالدستور والابتعاد عما يتعلق بالتلاعب به وإساءة تفسيره؛ اعتماد المبادئ السيادية في مقاربة المواضيع على أن تؤخذ في الاعتبار إمكانات الدولة اللبنانية والمعادلات الاقليمية والدولية».
منذ صباح اليوم، سيجد لبنان ما يشغل أحاديثه وخطاباته وانقساماته السياسة، وينظر اللبنانيّون بعين الريبة والحذر يترقبون ترجمة هذه النوايا الحسنة أفعالاً حسنة، والله وحده يعلم السرّ وما يخفى، لأنّ النيّات محلّها القلوب، ونذكّر أصحاب هذه النوايا بالحديث الشريف: «عن أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّما الأعمال بالنيّات، لكل امرىء ما نوى» [رواه البخاري ومسلم في صحيحهما]، أما إذا خَبُثت النوايا وفسدت، فذبح لبنان على عتبة معادلة الخراب أو كرسي الرئاسة، نحيل من يستقتل على «الرياسة»، على الحديث النبوي الشريف: «من كانت الدنيا همّه، فرّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له، ومن كانت الآخرة نيّته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة» [سنن ابن ماجة].