Site icon IMLebanon

بين الشيخ سعد والحكيم

 

من أبرز ما تكشّف عنه الحوار التلفزيوني الذي عقده الزميل وليد عبود مع الدكتور سمير جعجع عبر برنامج »بموضوعية« من قناة تلفزيون المرّ أنّ الشرخ يتسّع بين رئيس حزب القوات اللبنانية ورئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري. فلقد ردّد الحكيم، غير مرّة، ما يفيد أن العلاقات متعثرة وأنه سيقول هذه العبارة أو لا يقول سواها كي لا يزيد في التعثر.

طبيعي أن تكون معركة رئاسة الجمهورية وراء هذا التعثر. فلقد إجتاز التحالف بين الرجلين عقبات عديدة، وتعرّض لصعوبات كبيرة معروفة قد لا يكون قانون الإنتخابات أهمها، إلاّ أنهما عرفا كيف يتجاوزان ذلك كله لينتصرا للمبادىء التي جمعتهما في إطار ما يُعرف بفريق 14 آذار. إلاّ أن المرحلة الراهنة هي الأشد خطورة. ومهما حاول الدكتور جعجع والشيخ سعد الحريري أن يوحيا بأنّ التحالف لايزال قائماً فمن الواضح أنه بات من الماضي.

نقول طبيعي أن تفرّق رئاسة الجمهورية ما جمعته رفقة درب طويلة ابتدأت، عملياً، في شباط 2005، إثر الزلزال المدمّر الذي حدث في الرابع عشر من ذلك الشهر، وما تلاه بعد شهر، تحديداً ذلك الرابع عشر من آذار. يوم اندفع اللبنانيون الى ساحة الشهداء، في وسط العاصمة، بتلك الحركة التعبيرية المليونية الكبرى، إنتفاضاً على إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وكان المسيحيون في الطليعة، إذ خلت المنازل (في المتنين وسائر مناطق تواجدهم) من قاطنيها… علما أن القائدين كانا لا يزالان في المنفى (العماد ميشال عون) والسجن (الدكتور سمير جعجع). ولقد أدت الاغلاط الى خروج الجنرال من 14 آذار وهو كان أبرز وجوهها إن بكلامه وإتهاماته التي وجهها الى من هم وراء جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري (علماً أن عون يقول: لم أخرج من 14 آذار بل هي خرجت مني) أو باندفاع جماهيره في طليعة الحشود. وليس المهم اليوم الكلام عمّن يتحمل المسؤولية في ذلك، بل المهم  هو تدارك ما يمكن تداركه كي لا يصل الشرخ بين جعجع والحريري الى حد اللارجوع… ومع أن 14 آذار تترنّح على حافة الإنهيار، فإننا نجزم بأن غياب جعجع (بعد عون) عنها سيفقدها أهم ما فيها: رمزيتها الكيانية والميثاقية.

إننا، على صعيد شخصي، لسنا معنيين بالإصطفافات القائمة على المصالح… أو التي قامت على المبادىء وتحوّلت الى حزمة من المصالح. وطبيعي أن يكون التسرّع في بعض المواقف والترشيحات الرئاسية وراء ما تتعرض له 14 آذار، علماً أن الرئيس نبيه بري سبق له أن نعاها ونعى معها أيضاً 8  آذار. وفي منأى عن التسميات نرى أن لبنان لم يعد يتحمل المزيد من الشرذمة… ولكننا قد نبدو على غاية من الطوباوية، كي لا نقول على قدر من السذاجة، إذا دعونا الى مراجعة وجدانية من الأطراف كافة والتوافق الصادق (وليس بالتمريك والتزريك لبعضنا البعض) على ما يختاره الإجماع أو شبه الإجماع رئيساً.