في العام 1979، أسس عماد مغنية فريق حماية خاصاً بالمرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله إثر تعرض الأخير لمحاولة اغتيال على يد الاستخبارات العراقية.
وفي العام 1980، أدى مغنية مناسك الحج للمرة الأولى.
بعدها بسنة قرر «الحاج رضوان» التفرغ بالكامل لإدارة حماية السيد فضل الله، بعدما آثر ترك «حركة فتح» لأسباب تنظيمية، مستفيداً من المهارات التي اكتسبها في الحركة من الحاج علي حسن ديب (أبو حسن سلامة) الذي استشهد لاحقا بعبوة اسرائيلية في العام 1999 بعدما صار قيادياً في «المقاومة الإسلامية».
يعتمد الكثيرون على رواية الصحافي الأميركي بوب وودوورد حول متفجرة بئر العبد في 8 آذار 1985.
تفيد الرواية بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية حازت تمويلا سعوديا بارتباط السفير السعودي في واشنطن آنذاك الأمير بندر بن سلطان لتمويل عملياتها، وفي طليعتها متفجرة بئر العبد التي استهدفت فضل الله.
في المقلب الآخر من الرواية، كان الهدف من العملية إشعال فتنة مذهبية في لبنان. وضع يومها «الحاج رضوان» كل ثقله لتقصي منفذي العملية.
لم يكن اتهام السيد حسن نصر الله بمعاداة السعودية للمقاومة محصوراً بظروف حرب تموز 2006. هي معضلة اخرى تجد المقاومة نفسها ملزمة بالصمت أمامها درءاً للفتنة.
غير أن متغيراً ما بين الزمنين قد استجد. يعكس خطاب السيد نصر الله العالي النبرة في مواجهة السعودية تقديرات داخلية لدى القيادة في الحزب بأن المملكة استنفدت في مكان ما خياراتها في المواجهة. لذا جاء خطاب «السيد» الأخير هادئاً في الشكل مستهدفاً مخاطبة الوعي لدى الشريحة الأكبر من الجمهور السني في العالم العربي الذي يقف بين صراع المحاور.
الأهم أن «حزب الله» قد تحرر، بفعل ما يعتبر أنها مبالغة في العداوة من قبل السعودية، من مستوى معين من عبء التلويح بالفتنة المذهبية، بعدما باتت قضيته الأساسية فلسطين التي رفع لواءها منذ تأسيسه رهن تحالفات شاذة تحت الطاولة وفوقها مع اسرائيل.
بكلمات اخرى، يتلمس الحزب حجم الضغط الذي يدفع ببعض دول الخليج الى الحديث علناً عن علاقات مع اسرائيل خدمةً لأهداف تكتيكية في الساحات الملتهبة. ولئن كان هناك من يحذر من احتمال تحول هذا الحلف ـ غير المعلن بعد ـ الى ورقة تهديد حقيقية توفر غطاءً لعدوان إسرائيلي على لبنان، فإن من يحلل خطاب نصر الله بدقة منذ سنة يقرأ بوضوح إدراكه لهذه المخاطر والتحديات ولكنه يتلمس أيضا عنصر القوة والتحدي والثقة بالإمكانات في المواجهة، مع لحاظ أن المعركة في اليمن؛ الأزمة الأكبر لدى السعودية، ستتكشف، فضلا عن التدمير الكبير، عن خسارة استراتيجية للرياض.
قبل متفجرة بئر العبد بخمس سنوات (1980)، أدى عماد مغنية مناسك الحج في مكة المكرمة للمرة الأولى. ينقل بعض من كانوا معه، أنه جاءهم مرة ضاحكاً أثناء الاستراحة من أداء المناسك من دون أن يبرر سبب ضحكه، طالباً من أحدهم إخفاء كيس أسود تحته. ما هي إلا دقائق حتى انتشر رجال الأمن السعوديون بين خيم الحجاج للبحث عن شخص يوزع منشورات دعماً للقضية الفلسطينية ويلصقها في بعض الأحيان على بذلات رجال الأمن السعوديين!