Site icon IMLebanon

بين تحدي الإنتخابات والتحدي الأكبر ما بعد الإنتخابات

 

الإثنين المقبل تكون صناديق اقتراع المغتربين في طريقها إلى لبنان، بعد أن يكون المغتربون قد اقترعوا في ست دول عربية، يوم الجمعة، وفي دول الإنتشار الأخرى يوم الأحد… يكون الجزء الأول من قطوع الإنتخابات قد مر، في انتظار الأحد الذي يلي، في السادس من أيار.

***

كلُّ الإستعدادات باتت جاهزة لدى الأحزاب والتيارات والمجموعات، سواء لوجستياً أو غير ذلك، والماكينات الإنتخابية باتت على أهبة الإستعداد لجهة احتساب الأصوات المقدَّرة للوائح، وكذلك بدء عملية الإحتساب التقديرية للأصوات التفضيلية. أما الجهد الأكبر فسيتركَّز على ما اصطلح على تسميته المرشَّحين المترددين، وهؤلاء يتجاوزون العشرين في المئة من الناخبين، وتتفاوت النسبة بين دائرة وأخرى، ومن شأن هؤلاء أن يُرجِّحوا النتائج في هذا الإتجاه أو ذاك.

 

***

الشق الثاني الذي لا يقلُّ أهمية، هو محاولات التقارب بين الذين كانوا حلفاء في ما مضى، ثم تباعدوا، ثم كانت هناك محاولات تقرب من جديد، وهذا ما تشهده العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط. وهذا التقارب تمَّ من خلال مشاركة النائب وائل أبو فاعور في بعض المهرجانات التي أقامها تيار المستقبل في منطقة البقاع، حيث زار الرئيس سعد الحريري ثلاث عشرة بلدة على مدى يومين، وأقام في فندق بارك أوتيل في شتورا، وفيه التقى الوزير أبو فاعور.

اللقاء نجح في كسر الجليد بين الطرفين، خصوصاً أنَّ الرئيس سعد الحريري حريصٌ على علاقات التواصل بين معظم الأفرقاء، ومن الذين يعملون على هذا الملف أيضاً وزير الداخلية نهاد المشنوق، وتم وضع لقاء بارك أوتيل في إطار ترطيب الأجواء، تمهيداً للبحث لاحقاً في تفاصيل معالجة الأمور العالقة.

***

يقوم الرئيس سعد الحريري بكل هذه الأمور، في الوقت الذي يتوجَّه فيه الخميس والجمعة المقبلين إلى بروكسيل للمشاركة في مؤتمر النازحين، وهذا الموضوع حيوي جداً بالنسبة إلى لبنان لأنَّ الأمور لا تتوقف عند السادس من أيار بل على العكس فإنَّ التحدي أكبر.

***

ما بعد 6 أيار تكون معركة الأحجام قد بدأت، فالمعارك الإنتخابية ستؤدي إلى حجم كل فريق، وهذا الموضوع أساسي عند تشكيل الحكومة، وهو في غاية الأهمية، لكن ملامحه بدأت تظهر تباعاً:

فتيار المستقبل سيحصل على أكبر كتلة نيابية في مجلس النواب، ثم تأتي كتلتا حركة أمل وحزب الله، ثم تأتي كتلة التيار الوطني الحر، ثم كتلة النائب وليد جنبلاط فكتلة القوات اللبنانية.

***

صحيحٌ أنَّ الإنتخابات النيابية هي التحدي الكبير، لكن التحدي الأكبر هو ما بعد الإنتخابات.