هل نريد وطناً واحداً أو مجموعة مزارع؟
هذا السؤال المركزي يطرح ذاته، بإلحاح عشية إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية يوم الإثنين المقبل، كما هو متوقع بشبه إجماع وطني، وبدعم دولي هو أيضاً يلامس شبه الإجماع!
أجل! هل نريد وطناً واحداً يعيد لبنان الى قافلة الأوطان والبلدان المتطورة، أو إننا نريد الوطن – المزرعة، بل المزارع التي ينصّب الكثيرون، أنفسهم، أولياء أمر كل منها؟!.
من نافل القول أن نردّد ما يعرفه جميعنا عن حال الإنهيار الكبرى التي يعيشها هذا الوطن… عن تردّي الأوضاع… عن تعطيل المؤسسات… عن هجرة الشباب والكفاءات… عن الكثيرين الذين هم تحت خط الفقر… عن العجز عن التعامل مع الثروات الطبيعية خصوصاً من نفط وغاز… عن سقوط السياحة في وطن السياحة… عن ضرب القطاعات كافة وبالذات قطاع الزراعة… عن الإنقلاب المروّع في سلّم القيم… عن النفايات (…).
ومن نافل القول كذلك أن نورد الأمثلة التي لا حدود لها عن الفساد والإفساد… الرشى… الصفقات… بيع كل شيء وشراء كل شيء… التعامل مع الدولة على قاعدة أنها بقرة حلوب… التعامل مع الوطن على أساس أنه «فارط» فليستلحق كل واحد حاله، وبأسرع ما يمكن.
ومن نافل القول أيضاً أن نتحدّث عن ملف العسكريين المخطوفين، الشهداء منهم والأحياء… هؤلاء الأبطال الذين ما كان يجب أن يُسمح للإرهابيين بأن يأخذوهم مختطفين الى حيث فُتح الباب الواسع على هذه المأساة الكبيرة المتمادية…
ومن نافل القول أيضاً وأيضاً أنْ نستعرض الوضع القضائي الذي لولا نخبة من القضاة الشرفاء النزيهين العلماء لكان اللبنانيون بلغوا فيه حدّ الكفر… حتى أن دعاوى عديدة عمرها عشرات السنين… ولا نتيجة وقد مات بعض أطرافها، وفارق الحياة شهود فيها، وأحيل على التقاعد غير قاضٍ تعاقبوا على الملفات… وما تزال في المربع الأول عند النقطة الصفر!
ومن نافل القول الكلام على ضرورة تحديث القوانين، وحتمية تطوير الإدارة العامة والبرامج التربوية، وإعادة العزة الى الديبلوماسية اللبنانية، واستعادة دور لبنان (رسول السلام) في الإقليم وفي العالم كذلك.
ومن نافل القول أن نقول للذين يستسيغون احتلال الشارع ساعة يشاءون، والإعتداء على الناس الآمنين متى يريدون، والتعدّي بالضرب على الناس وقتما يرتأون… ومعهم الذين يطلقون النار وفق المزاج الصافي أو المعوكر…
نقول أن ذلك كله وسواه الكثير هو من نافل القول لأننا إذ نقوله لا نقول جديداً. لذلك نردد السؤال: هل نريد الوطن أو المزارع؟!.
وإنتخاب رئيس للجمهورية هو أولاً في أول تحدّ للرئيس العتيد… فهل سيتركونه يعمل مع فريق من «الأوادم» في الادارتين التنفيذيتين: الحكومة أولاً والإدارة ثانياً… أو أن نظام المزارع أقوى؟!.