IMLebanon

بين التقيّة الايرانية و«باريس 4»

بين التقيّة الايرانية و«باريس 4»

في الوقت الذي أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق أنّ فرنسا أبلغت الرئيس سعد الحريري أنها تسعى لإقامة «باريس 4» من أجل لبنان، في هذا الوقت بالذات وصل الى لبنان وزير الخارجية الايراني جواد ظريف لتهنئة الرئيس العماد ميشال عون بانتخابه رئيساً للجمهورية.

واللافت أنه طوال سنوات والزيارات الايرانية الى لبنان وإلى سوريا لم تنقطع، أقله كل شهر مرة، حتى أنّ الرئيس السابق أحمدي نجاد جاء بدوره الى لبنان.

وفي سؤال بريء، كل الوعود بمساعدة الدولة اللبنانية والشعب اللبناني ذهبت مع الريح باستثناء المساعدة المميزة التي يقدمونها لحزبهم الذي يأتمر بالأوامر الايرانية، أي «حزب الله».

وهذه الوعود التي كانوا يغدقونها علينا، مَن يستطيع أن يتبيّـن أي مساعدة قدّمت بموجبها الى لبنان وشعبه؟

إلى ذلك، يقول الايرانيون إنهم لا يتدخلون في الشأن اللبناني… فكيف يفسّرون ذهاب «حزب الله» الى سوريا؟ ناهيك بالسؤال البديهي: أين مصلحة «حزب الله» في سوريا؟ أو علينا أن نصدّق أنه ذهب الى سوريا مرة بزعم الدفاع عن لبنان، ومرة ثانية للدفاع عن المقدسات الدينية، ومرة ثالثة لمحاربة الارهاب؟!.

وبعد أربع سنوات على انخراطه في الحرب تكبّد أكثر من ألفي قتيل، لماذا؟ فقط تنفيذاً لأوامر إيران.

وهنا لا بد من الذكر أنّ مجيء ظريف بادعاء تهنئة فخامة الرئيس عون هو ما ينسجم مع التقيّة المشهور بها الايراني… لأنهم فعلاً لم يكونوا يريدون سد الفراغ الرئاسي… بالرغم من زعمهم أنّ المرشح الأوّل والأخير لـ»حزب الله» هو العماد عون… ذلك أنه لولا مبادرة الرئيس سعد الحريري لما تم هذا الاستحقاق، ولو كان الإيراني صادقاً في زعمه فلماذا انتظر سنتين ونصفاً؟!.

وفي مقارنة بسيطة وسريعة أنّ «باريس 1» و»باريس 2» و»باريس 3» أفادت لبنان مالياً بمليارات الدولارات من الدول المشاركة في تلك المؤتمرات، وهي فائدة انعكست على البلاد والعباد، أمّا الوعود الايرانية فلم تتخطَ كونها حبراً على ورق.

عوني الكعكي