IMLebanon

ما بين حرب تموز وحرب أيلول… مُقارنة غير عادلة حدثان أساسيّان أربكا حزب الله في الحرب

 

عندما انتهت حرب تموز عام 2006 شُكلت في “إسرائيل” لجنة “فينوغراد” لبحث أسباب الهزيمة والإخفاق، ثم كانت النتائج التي بنى عليها الجيش “الإسرائيلي” كل التحضيرات والتجهيزات للحرب المقبلة، التي كان يُمكن أن تندلع في أي لحظة قبل عملية طوفان الأقصى في تشرين الأول من العام الماضي.

 

كذلك بعد الحرب أطلق حزب الله ورشة التحضير للحرب المقبلة، وبحسب مصادر متابعة فإن التحضيرات انطلقت في صفوف الحزب قبل مهرجان النصر حتى، واستمرت حتى تاريخ طوفان الأقصى التي بدلت كل الخطط. وتُشير المصادر إلى أن حدثين أساسيين عدّلا في خطط الحزب الأساسية ، وساهما في صناعة المشهد الذي نشاهده اليوم:

 

– الحدث الأول: كان الحرب السورية التي تؤكد المصادر إسهامها في تقوية حزب الله من الناحية العسكرية وإضعافه من الناحية الأمنية، فالحرب هناك على مدار أعوام كشفت كل قيادات الحزب الأساسية، وكان العدو الإسرائيلي المستفيد الأبرز من تلك الحقبة التي جُمعت فيها معلومات لا يحلم بها العدو.

 

– الحدث الثاني: كان عملية طوفان، التي رغم أهميتها على المستوى الاستراتيجي للقضية الفلسطينة، وتأثيرها الذي سيكون كبيراً على مستقبل “إسرائيل”، ساهمت بضرب مخططات حزب الله العسكرية للحرب الموعودة، فكل ما بناه الحزب للحرب تبخّر خلال اللحظات الأولى للعملية، وما تلاها من احداث فرضت نفسها على المنطقة ككلّ.

 

الحدث الأول، أي الحرب السورية كانت من الأسباب الرئيسية لانكشاف حزب الله أمنياً ومن الأسباب المباشرة لقدرة العدو “الإسرائيلي” على تحديد القادة ومتابعتهم واغتيالهم، ولكن بحسب المصادر لم تكن الوحيدة التي ساهمت بالخرق الامني للحزب، فإلى جانب قدرات إسرائيل التكنولوجية وقدراتها الكبيرة في هذا المجال، كان للخرق البشري أيضاً تداعياته المباشرة على قوة المقاومة وقدراتها ومنشآتها ومخازنها وسلاحها، وهذا الخرق كان مسبباً أساسياً للضربات القاسية التي تعرض لها الحزب منذ 17 أيلول إلى تاريخ اغتيال السيد هاشم صفي الدين في المريجة.

 

هذه الضربات القاسية بحسب المصادر، شلّت قدرات المقاومة في الأيام الاولى، ولكن لا يمكن المقارنة اليوم بين حربي تموز والحرب الحالية، فتلك الحرب كانت لـ 33 يوماً فقط أما الحرب الحالية فلا يجب بحسب المصادر أن يغيب عن بالنا أنها بدأت في 8 تشرين الأول من العام الماضي، فقد تلقت المناطق الحدودية وتلك القريبة من الحدود، ومنها الخيام مثلا مئات لا بل آلاف الغارات والقذائف، ورغم ذلك لا تزال المقاومة حاضرة وقادرة على تكبيد العدو الخسائر الفادحة، بينما في حرب تموز كان الأمر مختلفاً لناحية تواجد المقاومين والبنى التحتية لهم في منطقة جنوب الليطاني.

 

وتؤكد المصادر ان بعض جوانب أسلحة حزب الله الاستراتيجية تضررت في الساعات الاولى لتصعيد العدوان في 23 أيلول الماضي نتيجة الخرق الأمني، ولكن منظوماته الصاروخية الثقيلة لم تتعرض لأضرار كبيرة، وذلك ما تؤكده الوقائع اليوم، إنما ما يجري هو تقنين استعمال هذه الصواريخ بما يدعم الأهداف الحالية للحرب، وهي بالتأكيد مختلفة عن الأهداف التي كان يخطط لها حزب الله قبل عملية طوفان الأقصى.