أي غاب هو هذا الذي نعيش فيه؟
للغاب شريعة، ونحن في لبنان نعيش في غاب بلا شريعة!
في الغاب شريعة، والوحوش الكاسرة فيه لا ترتكب جرائم قتل لأتفه الأسباب خلافاً لتلك التي تعيش بين البشر، ولا تعتدي على بني قومها وأخوتها في “الإنسانية”!
هل يعقل أن ينتهي خلاف على أفضلية المرور بجريمة وحشية في الصيفي؟
وهل يعقل أن تدوس سيارة امرأة أمام طفلها ولا تزال المرأة الجانية التي كانت تقود السيارة متوارية؟
وهل يعقل أن ينتهي خلاف على موقف سيارة بجريمة قتل وجريحين؟
وهل يعقل أن يتسبّب خلاف شخصي بقتيل؟
نعم. كل ذلك حدث في لبنان في الأيام الثلاثة الماضية فقط! وآخر فصول تلك الجرائم حطّ في منطقة الصيفي بعد مطاردة إثر خلاف على أفضلية المرور على طريق المطار، وطعنات خطيرة بالسكين كان ضحيتها أب لأربعة أطفال تعرّض للطعن أمام زوجته وهو يرقد في غيبوبة وقد فارق الحياة لاحقاً. من حق زوجة جورج الريف وأطفاله الأربعة أن يطالبوا بالاقتصاص من مرتكب الجريمة.
لقد أثبتت الأجهزة الأمنية، وشعبة المعلومات خصوصاً، جدية وجدارة في القبض على مرتكبي جرائم قتل واعتداء وابتزاز وخطف، في أوقات قياسية، وهي مطالبة اليوم بمتابعة نشاطها حتى إلقاء القبض على كل مرتكبي الجرائم، ومنها جرائم الأيام الماضية.
عشية الأعياد تحلو المعايدات مع أطيب التمنيات. ولعل أفضل عيدية للبنانيين هي أن يأتي يوم يشعرون فيه بأنهم يعيشون حياة طبيعية مثل كل بني البشر! وأن تزول حال القلق اليومي التي يعانونها جميعاً دون استثناء، سوى “كبار القوم”! وألا يموت أعزاؤهم وفلذات أكبادهم على قارعة الطريق، وألا يعانوا خطر وحوش الطرق وسائقي الجحيم، قطّاع الطرق!
حبذا لو أن أحد جهابذة السياسة دعا للنزول إلى الشارع من أجل الضغط لاتخاذ الاجراءات الكفيلة بوقف الجريمة وفرض هيبة الدولة والقضاء، وبتوقيف مرتكبي الجرائم وعدم حمايتهم من أصحاب النفوذ انتهازيي السياسة…
حبذا لو ركزت “الدولة” أكثر من حزام الأمان في زواريب العاصمة، على زعران” الدراجات النارية وبهلوانياتهم على الطرق الرئيسية، على الزعران منهم لا الأوادم الذين يحترمون القانون واشارات السير وحياة الناس… ومن واجب هيئات المجتمع المدني التحرّك في هذا الاتجاه، وقد عودتنا وفعلت في محطات سابقة.
جرائم في وقت قياسي كان من الواجب الإضاءة عليها.
وأخيراً، الشعار الذي طرح ذات حملة، وجاء فيه “مش هينة تكون لبناني” يصح في كل الوجوه وعلى كل الحالات!