الحاقدون على الدكتور سمير جعجع وجه لبنان الحرّ والسيّد والمستقلّ، يموتون غيظاً متى قال هذا الرّجل كلمة، «الحكيم» يقضّ مضاجع أصحاب الضمائر القذرة، ومن لا يعجبه وجه لبنان الحضاري الذي شاهدناه ليلة السبت في مهرجانات الأرز الدوليّة ويدّعي أنّ هذا هو وجه لبنان المزيّف «يخبط راسو بالحيط»!! يعرف اللبنانيّون «المزيّفون» الحقيقيّون الذين ساهموا على مدى سنين بتشويه وجه لبنان بتآمرهم عليه وعلى شعبه، في تاريخ لبنان مرّ كثيرون مثل هؤلاء سواءً أكانوا جيوشاً أم أفراداً، كلّهم ذهبوا وبقي لبنان.
وجه لبنان الحقيقي والأصيل والتاريخي هو الذي تابعناه لحظة بلحظة ليلة السبت الماضي، وجه لبنان الأصيل والمشعّ الفنانة ماجدة الرومي، وجه لبنان العظيم غابة الأرز العتيقة هذا لبنان الباقي وأصحاب الوجوه المزيّفة حلفاء الجزّارين والديكتاتوريات ذاهبون في التاريخ مزابل كثيرة حوت كلّ «مُزَيَّفٍ» و»مُزَيِفٍ»، لا يبقى في صفحات التاريخ إلا أبناء الحقيقة والحريّة وكلّ أصيل.
التعطيل والفساد ونهب ثروات الوطن والشعب داء عصف بشعوب كثيرة، العالم العربي كلّه فاسد، صحيحٌ أنّنا شهدنا ولا نزال نشهد منذ ما بعد الطائف فساداً غير مسبوق في تاريخ هذا البلد،سرقة ممنهجة ومنظمة ومخطّط لها ، لكن في النهاية هذا ليس وجه لبنان لأنّه «لا يصحّ إلا الصحيح»، «الزّبالة» ليست وجه لبنان، هي وجه الفاسدين المفسدين الذين يتاجرون بهذا البلد، لكنّهم وجه مصطنع ذهب لا محالة، هذا البلد عمره في الحضارة ستة آلاف سنة، وأمثال هؤلاء لا محالة زائلون، التاريخ لا يحفظ إلا ذكر الرّجال، و»التابعون» الأذلّاء الذين ارتهنوا ورهنوا بلدهم للوصايات ليسوا أكثر من جِيفٍ منتنة ـ وما أكثرهم ـ لا نسلم من نَتِنها إلا إذا دُفِنت!
في 19 تموز الماضي كتبنا في هذا الهامش «لبنان الحياة»، هناك من يكره لبنان ويكره الحياة ويكره أن تكون صورة لبنان الحيّة مظهره في العالم، ونقول مجدّداً «برغم أنف الجميع مظهر الحياة والبهجة ميزة لبنانيّة فريدة من الصعب أن تجدها في مكان آخر، نظرة على عشرات المهرجانات التي تضيء ليل المدن والبلدات اللبنانية تكفي لنفهم أنّ روح الحياة لا تموت في هذا البلد مهما اغلقوا في وجهه أبواب الأمل».
ومجدّداً نقول «يكاد البعض يقول لنا، هذه البلاد لا مستقبل لها ولا بها نكاد نقول ذلك، ما دام «المستقبل هو للمقاومة ومحور المقاومة»، وهذه المنطقة لا أمل لها ولا أمل بها، قد يكون هذا الكلام صحيحاً، وينطبق على المنطقة ولكنّه لا ينطبق على لبنان، روح المنطقة في لبنان، وسرّ لبنان في شعبه(…) وأنّنا شعب «عيِّش»، وقادر على اجتراح المعجزات بإصراره على الاستمرار في الحياة، شعب يتعب وهذا أمر طبيعي ولكنّه لا يستقيل من الحياة…
نعم هذا هو وجه لبنان الحقيقي الذي شاهدناه في مهرجانات الأرز، والذي نريد أن يراه العالم أجمع، برغم أنف «رجال بشار الجزّار» وشكراً، شكراً مضاعفة أضعاف الفرح الذي تبعثه في قلوب اللبنانيين، شكراً لصانعي الفرح اللبناني العظيم بالرّغم من الأزمات التي تحاصرنا، وشكراً للذين يبذلون جهوداً جبّارة ويقدّمون للعالم صورة لبنان الحقيقيّة، وصورة شعبه بعزمه وإصراره وتمسّكه بالحياة والفرح والنّور، هذا الشعب يكره الظلم والظلمات، شعب يعرف كيف يضيء لياليه بالفرح والأنوار في عزّ العتمة، هو وطن ينفخ الروح في بنيه فيصرّون على البقاء والاستمرار وأن تضجّ فيهم وفي ربوعهم كلّ معالم الحياة وهي أهم روافد المقاومة في العقليّة اللبنانيّة.