Site icon IMLebanon

بين تفاؤل «حزب الله» وتشاؤم الرئيس بري

 

 

الحدث يوم الأربعاء الماضي كان لافتاً في التباين الذي ظهر بين الثنائي الشيعي… إذ بينما كان وفد «حزب الله»، برئاسة عضو المجلس السياسي محمود قماطي، يقدم التهاني بالأعياد، بإسم قيادة الحزب، في الصرح البطريركي في بكركي لسيّده الكاردينال البطريرك بشارة الراعي، كان الرئيس نبيه بري يستقبل نواباً من مختلف أطياف المجلس النيابي في «لقاء الأربعاء النيابي» (الأسبوعي) في عين التينة.

 

والمفارقة ليست هنا، إنما في ما صدر عن المناسبتين من نظرتين مختلفتين الى الأزمة الحكومية.

 

في بكركي سيطرت أجواء تفاؤلية بما صدر عن قماطي من أقوال من على منبر مَن أُعطي له مجد لبنان. قال قماطي: أكدنا لغبطته أن جميع المعنيين بتشكيل الحكومة جادّون في تشكيلها ولا توجد أي عقبات خارجية (…) ونتوقع تشكيل الحكومة في وقت قريب لأنَّ النيات  عند الجميع إيجابية ولمصلحة الوطن… الخ…

 

في عين التينة نقل النواب عن الرئيس نبيه بري جواً بالغ التشاؤم… إذ يكفي ما نسب إليه من أننا لم نعد الى نقطة الصفر وحسب، بل إننا عدنا الى ما دون الصفر. وحول المعنيين بتشكيل الحكومة نُقل عن دولته كلامٌ مغاير كثيراً عما رأى قماطي من إيجابيات وهو وصف هؤلاء المعنيين بالتشكيل بالجدية… بينما كلام  رئيس المجلس أطلق عليهم وصفاً  يختلف كلياً … وهو ما بات معروفاً ومعمماً على نطاق واسع.

 

 

بداية نحن من الذين يقولون إنَّ الثنائية الشيعية تلتقي في أماكن عديدة وتتباين في أماكن عديدة أيضاً. يلتقي قطباها على الاستراتيجيا من دون أدنى شك. ويلتقيان في اللوائح المشتركة التي يخوضان بها الانتخابات  النيابية. وفي معظم الأحيان يلتقيان في خوض المعارك النقابية إن لم يكونا يلتقيان في تلك المعارك كلها. إلاّ ان هذا لا يحول دون أن تكون للرئيس بري  قراءته المختلفة في مسائل عديدة.

 

ونحن لم نقرأ في تباين يوم الأربعاء الماضي ما ذهب إليه البعض من «توزيع أدوارً شيعي. بل نظن أن لكلِ من المرجعيتين الشيعيتين الكبريين قراءتها وأسبابها وظروفها.

 

أضف إلى ذلك أنّ الكلام من عين التينة له خصوصيته وظروفه، قدر ما للكلام من بكركي ظروفه وخصوصيته كما أن مخاطبة البطريرك (من على منبره) والرأي العام تختلف بالضرورة عن مخاطبة رئيس مجلس النواب بضعة عشر نائباً يزورونه أسبوعياً. كما أنّ الزيارة التي قام بها وفد حزب الله الى بكركي حاملاً تهنئة سماحة السيّد حسن نصر الله، قد هدفت في تقديرنا الى أمر آخر وهو محاولة حزب الله كسر الجدار الذي انتصب بين الحزب والمسيحيين إثر «سوء التفاهم» بين بعبدا وحارة حريك، وما رافق ذلك من انطباع لدى الطرف المسيحي بأنّ حزب الله يعمل على عرقلة تشكيل الحكومة أقله لــ«نكرزة» الرئيس عون الذي لقي دعماً من البطريرك الراعي عبّر عنه سيّد بكركي مراراً وتكراراً في الآونة الاخيرة.