IMLebanon

بين زمن فلسطين وزمن النووي!

في زمن فلسطين “قضية العرب الأولى”، والانقلابات العسكرية على الانقلابات تحتلّ بلاغاتها الإذاعات والساحات، ساد العالم العربي شعار “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”.

طار “الزمان الفلسطيني” بكل ضجيجه وخيباته وكوارثه، ليحلّ محلّه زمن “الربيع العربي” الذي حوّل المنطقة بكل دولها وشعوبها وتاريخها وتراثها ساحات يعلو فيها الدمار وتسوّرها جثث الضحايا بالمئات والألوف…

فاليوم، وسط هذا الضياع الشامل، يقولون في لبنان الذي يشلّه الفراغ الرئاسي، وفي سواه من الدول المأزومة، إن “لا صوت يعلو فوق صوت النووي”.

وقصة “النووي” تحوي من الفصول ما يبزُّ فصول ألف ليلة وليلة. والفصل الأول كما الأخير يبدأ في إيران وينتهي فيها. لكنه لا يقتصر بتداعياته عليها وحدها، إنما يغمر دولاً عدة في المنطقة، لبنان واحد منها. والبعض يؤكّد أنه من أبرز المتضرّرين والخاسرين من جراء النووي الإيراني الذي أبى إلا أن يستضيف الاستحقاق الرئاسي بصفة “أسير”…

هنا تتداخل المعلومات مع الوقائع والتحليلات، بما يكفي للاستنتاج أن آخر حزيران هو الموعد الفصل بالنسبة إلى الاتفاق النووي والمفاوضات في شأنه بين واشنطن وطهران.

فإذا تصاعد الدخان الأبيض من غرفة “الاجتماع الأخير” قد تنفرج أسارير بيروت ويتمّ الإفراج عن الأسير الرئاسي من “مضافة” طهران.

قد يكون وقد لا يكون. قد يتمّ التوصّل إلى اتفاق ما، ولكن من غير أن يشمل هذا “الاتفاق” الفراغ الرئاسي، أو أي شيء من هذا القبيل.

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قالها بصراحة، وعلى رؤوس الأشهاد: الاستحقاق الرئاسي اللبناني المعطَّل منذ سنة وبضعة أيام تُسأل عنه إيران مباشرة. فهي مَنْ يعطّل الرئاسة في لبنان.

ولغايات في نفسها، ولطموحات لديها في المنطقة تبدأ في سوريا، وتمرّ بلبنان ولا تحطّ نهائياً في العراق، بل تتطلّع كما نرى صوب اليمن.

وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أُصيب بالعين خلال تجوله فوق دراجته في جبال الألب الفرنسيّة… فانكسر فخذه، يرى بدوره أن شهر حزيران قد يشكّل منعطفاً كبيراً، سواء في اتجاه الاتفاق والتوصل إلى حلول في المنطقة المشتعلة، أم في حال الفشل وانفخات الدفّ وتفرُّق العشّاق. وهنا الطامة الكبرى.

من السابق لأوانه “التورُّط” في أي استنتاج أو تحليل الآن. فقد تلد التطوّرات خلال شهر كامل ما لم يكن يخطر في بال حتى أقرب المقرّبين.

في هذا الوقت تتمنّى المملكة العربيّة السعوديّة على اللبنانيّين أن يتّفقوا على انتخاب رئيس للجمهوريّة، وعاجلاً لا آجلاً.

وأن يكون الخيار لبنانيّاً.