تبدو المعركة النيابية على اشدّها في منطقة بعلبك – الهرمل المحسوبة سياسياً على حزب الله، الذي يعطي بدوره اهمية قصوى لها بعد اتفاق القوات اللبنانية والمستقبل وبعض العائلات في المنطقة على تشكيل لائحة، هدفها خرق بعض المقاعد لا سيما المقعد الماروني الذي يشغله النائب اميل رحمة على مدى سنوات، اذ ان هنالك قراراً قواتياً إتخذ من رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بإعادة المقعد الماروني الى دير الاحمر لكن في الاطار القواتي، لان المنطقة المذكورة لطالما كانت سياسياً قواتية ، في حين ان النائب رحمة سار بها الى اتجاه آخر كما ينقل مناصرون قواتيون من المنطقة، مؤكدين بأن النائب رحمة لم يحظ بأصوات منطقته بل فاز بالاصوات الشيعية في العام 2009 وهذا معروف لدى الجميع، سائلين كيف يعتبر نفسه نائباً عن المنطقة ولم ينل صوتاً من بلدته ومن البلدات المسيحية الاخرى.
الى ذلك تشير اوساط شعبية من المنطقة الى أن نتائج الانتخابات النيابية لن تكون هذه المرة معروفة سلفاً كما جرت العادة، لان القانون النسبي خلط الاوراق النيابية، وبالتالي سيسجّل خرقاً او اثنين، ناقلين بأن لائحتي حزب الله ويحيى شمص سيخوضان المعركة بشراسة، اما اللوائح الاخرى فلن تحظى بأي خرق لان اعضاءها مغمورون ولا يعرفهم احد، معتبرين بأن المعركة باتت محسومة خصوصاً بعد تنحيّ الرئيس حسن الحسيني عن الترشح اذ اعلن انسحابه من المعركة في الامس قائلاً:»بأن الانتخابات ليست نيابية بل استنيابية، وهدفها التصديق على تمثيل حكام الأمر الواقع وعلى اقتناصهم الصفة الشرعية».
ولفتت الاوساط الشعبية الى ان لائحة حزب الله – امل تأتي في المرتبة الاولى وتليها لائحة «الكرامة والإنماء» برئاسة النائب السابق يحيى شمص، الذي خرق مستقلاً المحادل الانتخابية في انتخابات 1992.
وتوقعت هذه الاوساط عدم خرق أي مقعد شيعي للائحة حزب الله بل خرق مقعدين الماروني والسنيّ، ولفتت الى ان شدّ العصب الطائفي يلعب الدور الاكبر من قبل سياسييّ المنطقة ومن ضمنها شعار «صوّت لأرضك»، الذي إتخذه الدكتور انطوان حبشي مرشح القوات على لائحة شمص والهدف اللعب على الوتر الحساس لمسيحييّ الأطراف وحثهم على عدم النزوح وتمسكّهم بأرضهم، واصفة ذلك بالامر الجيد لإبقاء المسيحيين في الدائرة المذكورة، فضلاً عن اهتمام حزب الله بدرجة كبيرة بلائحته في المنطقة، وحث مؤيديه على التصويت بكثافة واهتمام كل مسؤوليه بدرجة كبيرة بالمعركة الانتخابية تحت شعار «ضرورة عدم خرق أي مقعد شيعي» .
وتنهي بالاشارة الى ان نسبة الاقتراع في بعلبك – الهرمل سترتفع كثيراً في 6 ايار لان المعركة لا يستهان بها وربما ستكون الاكثر مشاركة في تاريخ المنطقة.