الى متى سيبقى الوضع اللبناني مكشوفا على كل التطورات؟
وكيف سيواجه البلد التطورات المتسارعة، الامنية وغير الأمنية، إذا بقي ظهره مكشوفا، شرعيا، فلا رئيس جمهورية ولا حكومة فاعلة ولا مجلس نواب يعمل؟
فجر أمس الأحد ضربت اسرائيل ضربة في دمشق فاستهدفت مسؤولا في حزب الله هو سمير القنطار. من يدرك كيف ستكون التداعيات؟ واسئلة كثيرة وكبيرة ستطرح ومن بينها: هل سيرد حزب الله؟ أين وكيف؟ وكيف سيتعاطى لبنان بسلطته التنفيذية مع هذا التطور؟
لا احد يُدرك الجواب، فالسلطة التنفيذية غائبة قسرا وطوعا، وبناء عليه فإن السؤال المنطقي الذي يجب ان يُطرح هو: الى متى سيبقى السياسيون يمارسون الترف السياسي؟ ما الذي يعيقهم عن البدء بإعادة ترميم السلطة بدءا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية؟
هناك فرصة، قد لا تتكرر، المرشح الوزير سليمان فرنجيه يتصاعد التأييد الضمني والعلني له، انطلاقا من معطيات ومنطق وواقعية.
هذا المثلث عبّر عنه وزير الداخلية نهاد المشنوق فقال كلاما في غاية الجرأة في بيئة ليست على تحالف مع الوزير فرنجيه، ففي احتفال في ذكرى استشهاد جبران التويني نظمه حزب الوطنيين الاحرار وحضره مناصرون ل 14 آذار، أطلق المشنوق كلاما اتسم بالجرأة القصوى فقال:
ثلاث ساعات تقريبا من مقابلة الوزير فرنجيه في كلام الناس يمكن اختصارها بجملة واحدة. لنلتق معا في منتصف الطريق، لم يبالغ، لم ينافق. رشح نفسه لرئاسة الواقعية السياسية الصادقة. وانا اقول ان لبنان كان وسيظل دائما وطن منتصف الطرق. فلا شيء متاح للفوز به امامنا اليوم، لأي جهة سياسية انتمينا، الا الفوز بالوطن. يكفي ان نراقب حجم الانهيارات والحرائق حولنا.
هذا الكلام لا يُعبِّر عن تعب بل عن قرار بوقف الانهيارات في الوطن والانطلاق من جديد في اتجاه اعادة تكوين السلطة.
لقد ثبت للجميع ان التطرف لا يبني وان المبدأ وحده غير المستند الى الواقعية لا ينفع، وان الطوباويات في السياسة والافكار المستحيلة لجمهورية افلاطون، ثبت انها لا تمشي في لبنان، فلماذا ننتظر اذا؟ فلا ترياق ولا عراق. ألم يحن الوقت لاضاءة شمعة الانتخابات بدل لعن ظلام الفراغ؟
لقد ضاقت الخيارات منذ لقاء باريس الشهير بين الرئيس الحريري والوزير فرنجيه، وضاقت أكثر فأكثر منذ المقابلة التلفزيونية الاخيرة للوزير فرنجيه.
رئيس تيار المردة يقف في منتصف الطريق وينتظر من يلاقيه، فإذا أحسن الآخرون التوقيت كانت الملاقاة في منتصف الطريق للسير معا في اتجاه انقاذ الوطن، أما اذا قرروا التلكؤ فهذا يعني انهم يريدون عن عمد ابقاء البلد على قارعة الطريق.