Site icon IMLebanon

حساب مفتوح بين ترامب وخامنئي؟

 

 

تتجه الأنظار إلى كيفية تعاطي الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب  مع النظام الايراني في المرحلة المقبلة، لاسيما وان العلاقة بينهما طوال ولاية ترامب الاولى، كانت علاقة متوترة وعدوانية، تخللها تصاعد الاتهامات الاميركية للنظام الايراني، بدعم الارهاب، وتخللها خروج  الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الموقع بين البلدين في العام ٢٠١٦ من جانب واحد، وانتهت باغتيال قائد الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني في بغداد، بداية العام٢٠٢٢، بأمر مباشر من ترامب،  وانتهت ولاية الاخير في ذروة التصعيد  بين البلدين.

ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف التهديدات الايرانية، بالانتقام من ترامب والمسؤولين في ادارته عن اغتيال سليماني، وتم اعتقال أكثر من شخص في الولايات المتحدةالأمريكية، للاشتباه به، في التحضير لاغتيال  ترامب واخرهم يوم امس، كما تردد في وسائل الإعلام.

 

راهن النظام الايراني بقوة على فوز مرشحة الحزب الديموقراطي للرئاسة  كاميلا هاريس، باعتبار ان التعاطي مع الإدارة الاميركية للديموقراطيين، اسلس من ادارة ترامب، واسفر عن توقيع الاتفاق النووي بين البلدين عام ٢٠١٦،  وتغطية  تدخلات النظام الايراني في الحروب المذهبية والهيمنة، في العراق وسوريا ولبنان واليمن.  وبالرغم من التصعيد والتوتر في العلاقات بينهما، بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقيام ادارة بايدن، في دعم وتغطية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة ولبنان، بقيت قنوات الاتصال بين واشنطن وطهران مفتوحة على مصراعيها، بشكل مباشر وغير مباشر، وبلغت ذروة التنسيق  بينهما في الردود الايرانية على إسرائيل انتقاما لضرب مقر القنصلية الايرانية في دمشق، وفي الرد الإسرائيلي الاخير على ايران،  وظفت طهران طاقتها القصوى، لتأمين فوز  مرشحة الحزب الديموقراطي للرئاسة، وتجنبت القيام باي رد فعل يؤثر سلبا على حظوظها بالفوز.

 

ولكن «حساب حقل النظام الايراني، لم يطابق بيدر الانتخابات الرئاسية» التي ادت الى فوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة، الامر الذي  اربك النظام، وبدل من  خططه وتوجهاته الاستراتيجية للمرحلة المقبلة.

لذلك، لم تكن مصادفة ان يجمع مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي مجلس خبراء القيادة في النظام الايراني، فور الإعلان عن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الاميركية، ليعلن امامه « ان الجهاد في لبنان وغزة وفلسطين  سيتواصل  بقوة والمقاومة ستنتصر في النهاية»، منوها بدور حزب لله، وحركة حماس، في المقاومة  ضد إسرائيل، ومؤكدا  ان ايران تقف بقوة إلى جانب المقاومة حتى تحقيق النصر على الكيان الصهيوني، بل كان هذا الجمع لهذا المجلس في هذا الظرف بالذات مقصودا ومتعمدا، لاعلان موقف النظام على لسان أكبر مسؤول فيه من وصول ترامب والتأكيد على سياساته ونهجه بدعم اذرعه المسلحة، لاسيما حزب لله وحركة حماس، لمواجهة إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية  ايضا.

ومن جهته يجاهر الرئيس ترامب بعدائه للنظام الايراني، ويخطط لاتباع سياسة ما يسمى بالضغط الاقصى، خلال ولايته المقبلة، وتفعيل نظام العقوبات الاميركية ضدها، لتقليص مصادر تمويل المنظات والاحزاب الموالية لها بالمنطقة، والتشدد في الملف النووي الايراني.

رسالة خامنئي لترامب بعد انتخابه للرئاسة، تعبر بوضوح عن استياء  وقلق النظام  من فوز ترامب بالرئاسة، وخطاب الاخير يوحي  بالتشدد ، ولكن المواجهة ليست حتمية حتى الان، وقد يكون البديل صفقة بشروط اميركية جديدة.