IMLebanon

بين الفراغ والإهتراء…  فرنجيه يُقدم ولا تراجُع

من دون شك، إنه الأكثر جرأةً على الإطلاق، المرشح الجدي غير الرسمي رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجيه، مَن غيره يجرؤ على الإطلالة الإعلامية بعد جديَّة ترشيحه؟

قبل ذلك، فمعظم المرشَّحين أطلوا بإستثناء الذين يعتمدون سياسة مغايرة. وفي ظلّ التكنولوجيا الحديثة ما يحدث هو العكس، بالتعبير عن الموقف والرأي بالتغريدات، والرسائل الإلكترونية وصفحات الفيس بوك والإنستغرام وغيرها، وتصل ذروتها عادةً بالمناظرات بين المتنافسين في أواخر الحملات وقبل حلول موعد الصمت الإنتخابي.

إنه الأكثر جرأةً على الإطلاق، سيقول كلَّ شيء، وبالتأكيد سيبق البحصة لا بل الصخرة التي تجثم على صدر الإستحقاق الرئاسي منذ 25 أيار 2014 أي منذ ثمانية عشر شهراً.

الوزير سليمان فرنجيه ليس لديه ما يخفيه، منذ فاتحه الأميركيون بالترشح الجدي، من ديفيد هيل إلى ريتشارد جونز. تعاقُب الدبلوماسية الأميركية على الحديث معه يؤكد بما لا يقبل الشك أنَّ القرار الأميركي متخذٌ بالنسبة إلى تأييد ترشيحه، تضاف إليه الموافقة الفرنسية التي تمثَّلت في الإتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند به.

إنه لقاء الشجعان بين الرئيس الحريري والوزير فرنجيه، هذا كان في باريس منذ شهر تماماً، وفي ذكرى مرور الشهر سيطلُّ اليوم مع الإعلامي مرسال غانم في برنامجه الأول كلام الناس. بين حرفية غانم وصدقية وفروسية فرنجيه، سيكون المشاهدون أمام حلقة تاريخية.

الرئيس سعد الحريري سيكون مشاهداً للحلقة من الرياض، وما إنْ تنتهي الحلقة حتى يُغرِّد ربما عبر تويتر أنه يؤيد ترشيح الوزير فرنجيه. عند هذا الحد ستُدار محرِّكات الرئاسة في أقصى قوتها ولن تكون هناك عودة إلى الوراء، خصوصاً أنَّ المواقف ستكون معلنة أصلاً، سواء على مستوى الحلفاء أو على مستوى الخصوم.

بعد هذه الحلقة التاريخية، كيف سيتحرَّك المسار الإنتخابي؟

الجميع في الداخل سيراجعون حساباتهم، المرشحون منهم وغير المرشحين، المرشحون المعلنون أو الذين أعلنوا ترشيحاتهم أو أولئك الذين يتركون للآخرين ان يرشحوهم.

القطبان من أصل أربعة أقطاب الذين جمعهم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اختبرا حظوظهما على مدى ثمانية عشر شهراً، وقد يختبران هذه الحظوظ لثمانية عشر عاماً، ولن تكون النتيجة غير تلك التي كانت، فهل يبقى البلد في هذه الحال؟

أما عن المعترضين على ترشيح الوزير فرنجيه، فمن هُم بدائلهم في ظل هذا الوضع؟

في غياب رئيس للجمهورية، لن يكون الفراغ هو البديل بل الإهتراء، ومَن لا يصدِّق ليَقُم بجولة على جبال النفايات فيُدرِك أن الفراغ وراءنا والإهتراء أمامنا، ولا يبقى سوى تلقف هذه الفرصة التي هي الوحيدة المطروحة الجدية في زمن الإهتراء.