Site icon IMLebanon

حذارِ مضايا يا “حزب الله”!

يسود اعتقاد في أوساط دولية أن “حزب الله” لا يملك قرار وقف تورطه في الحرب الأهلية السورية. بل أن قيادته لا تدعي ذلك. تسلّم أن مربط هذه الفرس في يد الولي الفقيه. عبث يذهب بأي جهد الى غير مكانه.

قد لا تجد قيادة “حزب الله” في الأمم المتحدة “جهة صالحة” للنصح. بيد أن التمعّن الهادئ في سياسات طهران يكشف أن المنظمة الدولية كانت ضرورة ملحّة لرفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية. لا علاقة لهذا الأمر بمدى مشروعية أو قانونية أو حتى أحقية هذه العقوبات. لا ضير إن كانت هذه قدوة حسنة لحزب لا تمنحه عقائده ومبادؤه واجتهاداته هوامش واسعة لسماع نصائح لبنانية. يعتقد مصيباً أن كثيرين يناصبونه العداء. يؤمن مخطئاً بأنه أكبر من لبنان. لا يقتصر هذا التحذير على مقاتلي “حزب الله”، بل يشمل أيضاً لبنانيين آخرين ضلعوا في المقتلة السورية، وبخاصة المنخرطين في صفوف الجماعات المصنفة دولياً أنها إرهابية، مثل “القاعدة” و”الدولة الإسلامية – داعش” و”جبهة النصرة”. سيأتي يوم يجد فيه هؤلاء أنفسهم أمام العدالة على ما تقترفه أياديهم.

كان “حزب الله” ولا يزال رأس حربة في ما تراه الجمهورية الإسلامية مشروعاً للشيعة في أنحاء العالمين العربي والإسلامي. راهنت على حصان رابح: العداء لاسرائيل التي أرغمتها المقاومة المسلحة على الإنسحاب قهراً من لبنان. حاولت أن تظهر لأكثريات أهل السنّة أن صعود الشيعة ينبغي ألا يكون مستفزاً، على رغم دعم عدد من الدول العربية لعراق صدام حسين في حربه على ايران.

آلت استراتيجية طهران الى “نشوء” ما يعدو كونه “هلالاً شيعياً” يبدو الآن ملتهباً ودامياً. بل إنها لا تجد ضيراً في أن يكون لها نفوذ ما في “البدر السنّي”. لم يعطها الإتفاق النووي تفويضاً للتدخل في شؤون دول أخرى حتى لو فيها أكثريات أو أقليات شيعية.

لا يمكن أن تقبل دولة مثل السعودية أن تقارع ايران واقعاً مكرساً منذ عقود. يجب أن تفعل ايران أكثر كي لا تتحوّل الحرب على الإرهاب في سوريا والعراق، وربما لبنان، حرباً سنّية – شيعية. يمكن قيادة “حزب الله” أن تسلّي جماهيرها بأن طريق القدس تمر من حلب وحمص والزبداني أو من حيثما تشاء. غير أن الذرائع التي بدأت بالدفاع عن قرى لبنانية شيعية داخل الحدود السورية، ثم عن مقام السيدة زينب لئلا تسبى مرتين، انتهت بعمليات تطهير لـ”الشوائب السنيّة” في “الهلال الشيعي”. ما بدأ بحمص قد لا ينتهي بمضايا.

تفيد تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 394 ألف انسان يعيشون حالياً تحت الحصار في سوريا. يقيم 181 ألف شخص في مناطق تحاصرها الحكومة، و200 ألف تحاصرهم “الدولة الإسلامية – داعش”، و12500 تحاصرهم قوى المعارضة المسلحة في بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين.

الدفاع عن شيعة الفوعة وكفريا ليس ذريعة لحصار قد يرقى الى جريمة حرب في حق سنّة مضايا. حذار يا “حزب الله”!