Site icon IMLebanon

حذار الفوضى

 

 

دعوة للاضراب والتظاهرات اليوم، نحن من حيث المبدأ مع هكذا دعوة ولكن كان لدينا فرصة مهمة جداً للتعبير عن وجهة نظرنا، انتظرناها تسع سنوات لكي نغيّر القيادات السياسية والزعماء من خلال الانتخابات النيابية التي أجريت بقانون جديد.

 

ثماني سنوات انتظرنا، وتظاهرنا، وعبّرنا عن سخطنا، انتقدنا كل شيء، أحياناً عن حق وأحياناً من دون حق.

 

ثماني سنوات من الانتقادات، وقانون انتخابات جديد، فماذا كانت النتيجة؟!.

 

من أسف شديد: انتخبنا الزعماء أنفسهم، لم يزدادوا واحداً ولم ينقصوا واحداً، والعكس صحيح، فالزعماء تكرروا وأورثوا: جنبلاط جاء بنجله، وفرنجية أيضاً بإبنه الذي هو ابن حفيد سليمان بك الجد، من دون أن ننسى أنّ الأساس السياسي في العيلة كان المرحوم حميد بك فرنجية، ابن طلال المرعبي، ابن أحمد فتفت، زوجة الياس سكاف التي كادت أن تصل الى النيابة، الجميّليان سامي ونديم الحفيدان.

 

فلو أراد الشعب أن يغيّر ألم تكن الفرصة سانحة ومتاحة؟

 

أوضاع المنطقة العربية سيّئة جداً.

 

أوروبا أوضاعها الاقتصادية والمالية سيّئة.

 

المنطقة في حروب: العراق، سوريا، اليمن (…).

 

أما المطلب الثاني فإنهم يريدون تشكيل الحكومة، وهذا أيضاً مطلب حق.

 

والسؤال: مَن يعرقل تشكيل الحكومة؟

 

أصبح الذين يعرقلون ولادة الحكومة يلعبونها على المكشوف، وهناك تبادل أدوار بين جبران باسيل و»حزب الله»، وبعدما انتهينا من العقدة المارونية برجاحة عقل سمير جعجع الذي تنازل عن الوزير الخامس. وتجاوزنا العقدة الدرزية، بعقلانية وليد جنبلاط. فجأة ومن دون مقدمات برزت العقدة السنّية، الرئيس الحريري الذي هو دائماً «ام الصبي» وافق.

 

وبعدما ضاق ميدان اللعب، كلف «حزب الله» جبران أن يعود الى نغمة الـ11 وزيراً، أي الثلث المعطل.

 

نعود الى التظاهرات لنسأل: ماذا ستحقق؟

 

1- هل تحقق تشكيل الحكومة؟ أشك في ذلك.

 

2- هل ستحل أزمة الكهرباء؟ طبعاً لا.

 

3- هل ستحل مسألة النفايات؟ طبعاً لا.

 

4- هل ستحل الأزمة الاقتصادية؟ طبعاً لا.

 

5- هل ستحسن السياحة؟… طبعاً لا.

 

اسألوا فرنسا، التظاهرات كلفتها مليار دولار يومياً، طبعاً نحن لا نتكلف هكذا مبلغاً، ولكن وضعنا الاقتصادي السيىء لولا الحاكم رياض سلامة لكانت العملة الوطنية في خبر كان، ولولا القوى الأمنية لكنا (أمنياً) أيضاً في خبر كان.

 

أخيراً، نتمنى أن يكون الاضراب والتظاهرات سلمية كما دُعي إليها، فالبلد لا يتحمّل أي فوضى، لأنّ الفوضى ستقلب جميع الموازين.

 

عوني الكعكي