يشبه تصرف الملك سلمان، تصرف الداعية الصهيوني هرتزل الذي عمل على ان تكون المنظمة الصهيونية عبر الامبراطورية العثمانية اداة ضرب للعالم العربي تحت ستار الاسلام وغيره، فاستطاع هرتزل مع الامبراطورية العثمانية وبالاتفاق مع سايكس ـ بيكو ومع اميركا على ضرب كل شيء عربي وتجزئته وتقسيمه.
واليوم يقوم الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين بالدور ذاته بتقسيم العالم العربي الى دويلات طائفية ومذهبية بعد ان قام بتحويل الجامعة العربية الى جامعة خليجية ـ اميركية ـ صهيونية تستعمل الاسلام ستاراً لها وعملياً تنفذ مخططاً صهيونياً، كل هدفه ضرب خط الممانعة والمقاومة في المنطقة.
فالملك سلمان متآمر على حزب الله ويريد تصفيته في سوريا وفي لبنان ويريد ضرب كل مقاومة على الاراضي اللبنانية وصولاً الى اخذ قرار دولي بان المقاومة في لبنان هي مقاومة غير مشروعة لانه تم تنفيذ القرار 1701 وبالتالي ضرب رأس الحربة في المقاومة وهو حزب الله. ثم ان خادم الحرمين الشريفين قام بتنفيذ تحالف قطري ـ تركي لضرب سوريا ونظامها واخضاعها للمخطط الصهيوني عبر تدمير الجيش العربي السوري من خلال دعم فصائل تكفيرية بواسطة تركيا والحدود التركية ـ السورية وبواسطة التحالف مع الاميركيين على تدريب المعارضة السورية والتمويل السعودي ـ القطري للتكفيريين لضرب الجيش العربي السوري وتحقيق انتصارات عليه.
ثم ان خادم الحرمين الشريفين قام بضرب الجامعة العربية وابعد عنها الدول الهامة وعلى رأسها العراق ولبنان واليمن وسوريا واستفرد بالجامعة العربية التي تحولت جامعة اميركية وقام بالتخطيط لذلك عبر سياسة تُظهر انه الملك الاقوى والذي قام بالتغيير الاساسي في المنطقة فجاء بسفير المملكة العربية السعودية في واشنطن عادل الجبير وزيراً للخارجية، ومعروف ان السفير السعودي في واشنطن كان على علاقة ممتازة مع منظمة ايباك اليهودية التي تسيطر على الصهيونية الاميركية وعلى الادارة الاميركية لينفذ سياسة خارجية بالتنسيق مع واشنطن ضد العالم العربي ومصالحه العليا.
ثم الحدث الخطير والاكبر كان في الحرب على اليمن، فمن دون مستند قانوني وشرعي وقانوني دولي وعربي، قام بحرب سعودية على اليمن لتدميره، وها هي مدة اربعين يوماً تمر والسعودية تعتدي على اليمن تحت عنوان إعادة الرئيس المخلوع والمنتهية صلاحيته عبد ربه هادي منصور وذلك في مخطط لتدمير اليمن واعادته خمسين سنة الى الوراء واخضاعه للسياسة السعودية ومنع ان تكون هنالك فئة من الشعب اليمني ترفض اسرائيل وترفض السياسة الاميركية.
اربعون يوماً مرت والعدوان الوحشي السعودي على اليمن، والرأي العام العربي صامت لان الانظمة تقوم بقمعه والرأي العام الاوروبي والاميركي صامت لان صفقات التسلح وشراء الطائرات من فرنسا واميركا بالعشرات تجري، ودفع المليارات كذلك، اضافة الى غطاء اسرائيلي للحرب السعودية على اليمن ومعروف ان الملك سلمان تشاور بطريقة غير مباشرة مع اسرائيل لتغطية الحرب على اليمن كي تضمن اسرائيل في البحر الاحمر منطقة ارتيريا والرأي العام الدولي لصالح العدوان السعودي على اليمن.
اربعون يوماً مرت والفشل يجر الفشل في الحرب والعدوان السعودي على اليمن وصمد اليمن وصمد العراق وصمدت سوريا رغم خسارتها منطقة ادلب وسهل الغاب وجسر الشغور بعد التحالف القطري ـ التركي ـ السعودي وصمد حزب الله في قتاله الى جانب الجيش العربي السوري وفي سلسلة الجبال الشرقية من منطقة عرسال الى منطقة القاع ورأس بعلبك وبريتال وحورتعلا إضافة الى صمود حزب الله في وجه السيارات المفخخة التي كانت تعدها المخابرات السعودية سابقاً لترسلها الى لبنان ضد مراكز حزب الله والسفارة الايرانية في بيروت.
خطير خادم الحرمين الشريفين لانه صهيوني من الطراز الاول وليس بالضرورة ان كلمة صهيوني هي اهانة له لان ما ينفذه تريده الصهيونية وليس بمعنى انه عميل صهيوني ومعاذ الله ان نتهمه بانه عميل للصهيونية العالمية بل هو ينفذ المخطط الصهيوني بدقة ربما دون ان يدري او بدراية كاملة منه على اساس ان المصلحة العليا لآل سعود مع الصهيونية واميركا هي الضامن لبقاء حكم آل سعود في المملكة العربية السعودية.
الملك سلمان خطير، صهيوني الهوى يحب بلاده جداً الى حد انه اعتبر الصهيونية افضل حليف سياسي له ولذلك فمن محبته لبلاده عبر حكم آل سعود رأى ان التعاون مع الصهيونية هو افضل طريقة لخدمة بلاده وافضل سبيل لضرب خط الممانعة والمقاومة في الوطن العربي والمساهمة في تقسيم العراق وتقسيم لبنان وتقسيم سوريا وتقسيم ليبيا وتقسيم اليمن، وكل ذلك بالتحالف مع قطر ودول التعاون الخليجي وتركيا التي تريد ان يكون العالم العربي متقاسَماً بينها وبين العربية السعودية ومسرحاً تركياً تجول وتصول فيه تركيا كما تريد.
اربعون يوماً مرت على العدوان السعودي على اليمن وتم تدمير سبعين بالمئة من مناطق ومدن اليمن بقصف جوي لا مثيل له ولا تاريخ وتم استعمال اسلحة محرمة دولياً وكيف يكون خادماً للحرمين الشريفين ومحافظاً على الشريعة الاسلامية ويقتل المسلمين في اليمن بالأسلحة التقليدية والاسلحة المحرمة دولياً والممنوع استعمالها حتى في الحروب وضد الجنود فكيف ضد اليمنيين المدنيين.
خطير الملك سلمان، انها حرب مفتوحة معه، انها معركة مفتوحة مع سلمان الصهيوني الهوى والاتجاه والتنفيذ والمخطط لكن الحمد لله ان شعبنا العربي أقوى من مخططات العدوان واذا كانت اسرائيل نجحت باغتصاب فلسطين فهي تعيش ازمات وازمات، لن تنتهي بعشرات السنين حتى تزول اسرائيل واذا كان اربعون يوماً من الحرب قد ادت الى فشل السعودية والى قرار قريب لها بوقف الغارات تحت عنوان تأمين الغذاء وايصال المؤن الى الشعب اليمني، فان السعودية، لا محالة، خاسرة لحرب اليمن ومغلوبة و«مكسورة» باذن الله والملك سلمان طبع على جبينه «وشاح» الصهيونية بدل ان يطبع على جبينه وشم الارض من الصلاة والسجود لربنا سبحانه وتعالى.