اليوغا نجحت في تلميع صورتها واكتساب سمعة ممتازة في مختلف الاوساط ولا سيما في اوساط المثقفين. وقد استطاعت استقطاب الشريحة الميسورة من البشر وحتى المثقفين منهم، بدخولها خلسة الى داخل الانسان من دون أن يُدرك أنه يُدخل عبادات هندوسية وبدعاً شيطانية وغريبة الى مجتمعه وحياته. فتدخل هي وغيرها مثل الشرير خلسة الى حياته وتكتم حقيقتها لأن الشرير يُخفي هويته لكنه في النهاية يقتنص البشر، ويفتك بهم.
1 – هل بحث الإنسان عن معنى كلمة يوغا الحقيقي؟
2 – من أين يأتي السلام؟
3 – هل يأتي السلام الداخلي للإنسان من خلال ممارسة اليوغا أم من الله؟
4- هل يعي الإنسان إلى أين تأخذه اليوغا؟
5 – هل يَعلم ماذا يكلّفه استدعاء المجهول؟ وإذا ما أتى الجواب هل يعرف ثمنَه؟
6 – هل يعرف الإنسان مَن يستدعي، ملاكاً أم شيطاناً؟ وهل هو قادر على تحمّل عبء التكلفة؟
7 – في المقابل، هل يعي المؤمنون إلى أين يأخذهم الله إذا ما استدعوه خلال تأمّلاتهم ساعات وساعات؟ وهل يمكنهم تخَيُّل الفرق إذا استجاب؟
للكنيسة قولٌ لا قولان
الأب مروان خوري يؤكد لـ«الجمهورية» أن للكنيسة «قولاً واحداً في البدَع لا قولان»، حين تؤكّد أنّ كلّ ممارسات السِحر أو العرافة التي يُزمع بها ترويض القوى الخفية لجعلِها في خدمة الإنسان حتى لو قصَد بها توفير الصحّة له، هي مخالفة جسيمة لفضيلة الدين، ويكون الحكم على هذه الممارسات عندما تترافَق مع إيذاء الآخرين أو تلجَأ إلى مداخلات شيطانية وصنع التعويذات، ومِن هذا المنطلق يطلِق خوري نداءً إلى المؤمنين بالقول: «اليوغا تحمل في طيّاتها نداءات شيطانية، إحذروها».
في عقيدة البشر أنّ «ألله» هو الطاقة الأساس في عقيدة البشر، أمّا الطبّ البديل المبني على طاقة الحياة فلا يترك أيّ مجال لله الذي يؤمِن به البشر والذي يدعو كلَّ فرد إلى التوبة وقبول الربّ مخلّصاً وسيّداً على حياته.
«اليوغا» وغيرها من التأمّلات التي يلجأ إليها البعض بغية الخلاص والشفاء هي واحدة من بِدع «العصر الجديد»، لذلك دانَ مجلس الأساقفة الكاثوليك ممارسة العلاج بالتأمّل التجاوزي مثل اليوغا، معتبرين أنّها معالجة روحية ليس لها مصداقية عِلمية، وهي مخالفة للإيمان المسيحي.
«اليوغا خدعة»
يلجَأ البعض إلى اليوغا وسيلةً علاجية تساعده على التخلّص من الامراض النفسية والعضوية والجسدية، معتقداً أنّ تدريباتها تُمكّن الفرد من التصالح مع ذاته ومع الآخرين فيكون أشدَّ سعادةً وأكثر اطمئناناً، ومن تقنياتها التحرّر من بوتَقة الجسد وتعليق عمل الحواس للحصول على التوازن والسلام الداخليَين.
…إستِحواذ شيطاني
في المقابل، يقول الباحثون في اللاهوت إنّ الإنسان يواجه أخطاراً عديدة من خلال ممارسته اليوغا، لأنّ ما يَشعر به من راحة وتوازن وانسجام ليس إلّا ظاهرياً وموَقّتاً، لأنّه ينتج من تخدير لوظائف الفكر وتفريغ المخَيّلة من كلّ ما هو مزعج ومؤلِم، بسبب تغيّر مستويات الوعي، تماماً مثل الإحساس الذي ينتج عن الإدمان على المخدّرات، إلّا أنّه متى استعاد الإنسان وعيَه يعود الإحساس بالواقع أقوى وأشدّ إيلاماً، ومع مرور الوقت يصبح «مدمناً» على هذه الممارسة، فيدور في حلقة مفرغة من الوهم والسعادة المزيّفة ويُعرِّض نفسَه لأخطار نفسية وجسدية كثيرة مثل النرجسية، الجفاف الروحي، الهلوسات، والضمور في القوى الحيوية الجسدية والقوى النفسية «الشيخوخة المبكرة»، أمّا الخطر فهو تفعيل القوى الخفيّة المتمثّل بخطر الوساطة الروحية والاستحواذ الشيطاني.
عبادة هندوسية
عن اليوغا يقول الأب مروان خوري وفي معزل عن رأي العالم باليوغا، «إذا كانت رياضةً أم لا، أو إذا كانت تؤمّن صفاءَ الذهن أو السلام النفسي والجسدي، فاليوغا هي ممارسة عبادة هندوسية تتركّز على عبادة وثنية قائمة على معرفة بودا».
مِن هنا يطرح السؤال: «أهذا المرجع هو مرجع إنسان مسيحي تَعرّف على يسوع؟ هل مِن المعقول أن ألتجئ من أجل سلامي الداخلي إلى «بودا» أو اليوغا التي تفتح نفسي أمام الغوصِ في التأمّل والصعود إلى المجهول أم اللامعلوم من أجل نَيل السلام وصفاء الذهن؟ هل مِن المعقول أنا الذي تعرّفتُ إلى يسوع أن أنجرَّ إلى هذا المكان».
موجهاً السؤال إلى الذين يمارسون اليوغا: «هل لجَؤوا مرّةً إلى التعمّق بفلسفة اليوغا وماهيتِها؟ بمعنى آخر مَن وضَع فلسفتها وتأمّلاتها؟ وإلى مَن كان يبغي إيصالنا، وإلى أين؟».
ويوضح الأب خوري أنّ واضعي فلسفة اليوغا يؤمنون بأنّ الإنسان هو نَيزك من الكون، متفَلّت في الفضاء، وهذا النيزك يدور ويبحث على كوكب آخر ليصطدم به ويحلّ فيه، ويعتبرون أنّ الإنسان جزء من الحياة وقد تَفلّتَ منها، ولذلك هو ضائع ومعذّب، وعندما يدعون الإنسان الى التأمّل بواسطة ما يسَمّى اليوغا، يفتحون نفسَه على ما يُسمّى «الكونية». هذه الكونية التي تَعتبر أنّ الإنسان جزء منها، وهكذا يرتاح حين يشعر بأنّه عاد إلى عمق الكون بعدما انحَلَّ عنه وخرَج منه.
ويرى خوري أنّ هذا الفكر وثنيّ بامتياز، إذ إنّ واضعي فلسفة اليوغا أرادوا إقناع الإنسان بأنّ الكونَ خلَقَه وليس الله، وهذه هي الوثنية بحدّ ذاتها، ولا يرتاح الإنسان إلّا إذا عاد واندمَج في الكون وذابَ فيه، وفي هذا دحضٌ لنظرية أنّ الله هو المرجع والخالق.
وإذ يشير إلى أنّ القبيح في هذا التأمّل هو حين تدخل عليه عبارات شرّيرة، فيعطون الإنسان الذي يمارس اليوغا كلمةً لتردادها بهدف بلوغ صفاء الذهن والدخول في طاقات غريبة يمكِنها أحياناً رفعه عن سقف الأرض أثناء ممارسته اليوغا.
ليسأل خوري: «ما هي هذه القوى التي رفعَته عن الأرض؟ بالطبع هي قوى شرّيرة، لأنّ الإنسان حين يُردّد الـ Mantra التي يُطلب منه تردادُها أثناء الممارسة بعد أن يُمليها المدرّب على التلميذ، يوصله الترداد إلى الهلوسة، وحين يُردَّد كلمة بانتظام كأنّه بذلك ينادي أحداً للمجيء».
ويُخبر خوري أنّ أحد الشبّان قصدَه وأخبرَه عن الكلمة التي يُردّدها أثناء اليوغا، وعندما نبَش معناها وجَد أنّها تعني «آلهة الحرب»، وتحديداً الآلهة التي تدفع بالقوم إلى شنّ الحروب.
وهذا الذي أكده الأب أنطوان لطوف في كتابه «حقيقة اليوغا» عندما كشف أنّ أصل كلمة يوغا وتعريفها في القاموس وفي ويكيبيديا الفرنسية او الانكليزية، هو ممارسة هندوسيَّة و»شيفا» إله اليوغا، هو إله الخراب عند الهندوس. وبالتالي يكون إبليس المسمّى الخراب وشيفا «إله الخراب» عند الهندوس شخصاً واحداً هو الشيطان.
وفي السياق، يُحذّر الأب خوري المؤمنين الذين يمارسون اليوغا عبر «الجمهورية»، بعدما عايش حالات مماثلة، بالقول إنّه من الممكن أن يُعطيكم المدرّب كلمة روح شرّيرة أو إسماً شيطانياً لترداده بانتظام، وهذا الاسم بالتأكيد سيُلبّي النداءَ إذا توسّلتم وأكثرتم من مناداته، ويكشف أنّه تبيّن له أنّ جميع الذين يمارسون اليوغا ممارسةً عميقة يُصبح لديهم نوع من الإدمان، واليوم الذي لا يمارسون فيه اليوغا، ويَصِلون إلى مرحلة تصيبهم نوبات جنون.
…أو خَلل عقلي؟
يؤكّد خوري أنّ ممارسة اليوغا تصيب الإنسان بخلل عقلي، فيُصبح غيرَ قادر على التحليل والتعاطي مع الآخر، ويُصبح غريباً في أفكاره ويُصيبه الضياع، وإذا جالستَه يتنقّل من موضوع إلى آخر.
كلّ هذه النتائج لمسَها خوري من خلال امتحانه أشخاصاً تعاطوا اليوغا، وفي لحظة يصبح لديهم عداءٌ لشيء اسمُه «يسوع المسيح»، فيقولون له لا تُخبرنا عن يسوع لو سَمحت. ويبدؤون بالحديث عن الـ Cosmos، أي الكونية، والكون والحلولية.
اليوغا ليست رياضة
في السياق، يَعتبر خوري أنّ الإنسان، ومن خلال بدعةٍ معيّنة مثل اليوغا، يحاول خلقَ خدعة لأخيه الأنسان، تماماً مثل المخدّرات التي تؤثّر على دماغه، فلا يعود يشعر بالمشكلة، ولا يُبالي أو يشعر بالوجع، بل يكون مغتبطاً وسعيداً من الداخل، وعندما يعود إلى الواقع ووجع الحقيقة يستعجل العودة الى العالم الخيالي المزيّف الذي يوهِمه بأنّه سعيد ويعيش بسلام.
ويوضح خوري أنّ اليوغا هي تأمّلات ونداءٌ لأرواح ترفَعك من خلال الأسماء، إليها، إلى العلى، وفي لحظة تَخدع الإنسان، وبعد انتهاء التأمّل ينتهي مفعولها.
وبهدف خداع الإنسان، أجريَت لها عملية تجميلية «Make up» وهذا التجميل المزيّف أطلقوا عليه اسمَ «Sport»، لتُعتبر اليوغا مثلَ غالبية أنواع الرياضة التي يمارسها الشباب للحفاظ على صحّتهم ولياقتهم وحيويتهم.
ويُحَذّر خوري المؤمنين من ممارسة اليوغا بالقول: «هذه الممارسة لا علاقة لها بالرياضة، وكاذبٌ ودجّال مَن يوهِمكم بأنّها لا تخالف الأديان»، منبِّهاً مِن تهافُت الجيل الجديد عليها.
الخطر الكامن في اليوغا
يقال للإنسان الذي يمارس اليوغا إنّه من خلال ممارستها يعتاد أن يحلّ مشاكله بنفسه، عبر الدخولَ إلى ذاته والسيطرة عليها، أي يَجعلون الإنسان ينقِذ نفسَه بنفسه. أمّا الأب خوري فيقول إنّ المؤمن الذي تَعرّفَ إلى يسوع جيّداً فيعرف أن لا خلاص له سوى بالله، وإذا الله لم يضع يده بيَد الإنسان فهو لن يستطيع نَيل الخلاص.
ويَلفت خوري إلى أنّ الإنسان عاجز عن إنقاذ نفسه، ويحتاج أن يأتيَه الخلاص من الله. هذا السرّ الذي دعا الله أن يتجسّد ويأتي إلى الأرض ليخلّص البشر، لأنّ البشر لا يستطيعون الذهاب إليه وهم عاجزون عن النهوض من الخطيئة التي أدخلهم إليها إبليس. وفيما يَجزم أنّ هذا هو إيمان الإنسان المسيحي الحقيقي، يشير إلى أنّ العكس هو في اليوغا وفي فِكره ومعتقده.
ويُحذّر خوري من أنّ ممارسة اليوغا تستغرق ساعات تأمّل طويلة تسيطر على قدرات الإنسان فيستعملها من دون أن يَعلم أو يُحدّد على ماذا يستعملها، فيما التأمّلات الحقيقية هي حين يلجَأ الإنسان إلى التأمّل المسيحي، حينها فتح قلبَه وعقله وإدراكه الى كائن يعرفه عقله وقلبُه وروحه، وليس مجهولاً غيرَ معلومٍ وغيرَ محدّد، وبالتالي هو يعرف ويُدرك تماماً أين يعلّق مصيرَه، وبالتالي لا يَستعمل كلمات يجهلها ولا يعرف ماذا تُخبّئ، إنْ في معناها أو في تردادها.
مَن آمن بالله لا يُخدع
ويدعو خوري المسلمين والمسيحيين «إذا آمنوا بالله الخالق، ألّا يدخلوا إلى هذه الخدعة التي تُهيّج النفس وتفتح شهيتَها على اكتشاف ما لا يَعلمون، وتضَع مرجعيّتهم الكون وليس الله. فاليوغا هي ضرَر على البشرية ومرفوضة كنَسياً».
ويشير إلى «تجربة لأستاذين كانا يدرّسان اليوغا وبعدما لمس يسوع قلبَيهما، ارتدّا وأخبَرا عن تجربتهما مفصّلةً، وعن الخدعة التي كانا يمارسانها على البشر.
ليُطرح السؤال: من يكمن وراء الستار؟ لأنّ خطورة اليوغا في يومنا هذا، هي أنّها لا تُسوَّق على حقيقتها، لأنّ الذين يريدون تسويقَها يَعلمون جيّداً أنّ الإنسان إذا ما عرف فعلاً حقيقتَها وأصولها واكتشف خطورتها وعدمَ طهارتها وخدعتها، لن يلتجئ حكماً إلى ممارستها أو إدمانها، معتقداً أنّها الحلّ لمشاكله.