Site icon IMLebanon

حذار الدعسة الناقصة…

«الهزيمة يتيمة، والانتصار له مائة أب»، هذا القول يعبّر بدقّة عن واقع الحال في لبنان، بعد انتخاب العماد ميشال عون، رئيساً للجمهورية، ومسارعة ايران وسوريا، وفرقة «الردّيدة» السياسية والاعلامية الى رفع اقواس النصر والاحتفال بوصول «رجل» سوريا وايران الى سدّة الرئاسة الاولى في «محافظة» لبنان بالنسبة الى سوريا، و«الاقليم» اللبناني بالنسبة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية، ورئيس «خط» الصمود والتصدّي والممانعة في لبنان، بالنسبة الى قوى 8 آذار، ويأتي موقف هؤلاء وكأن هذا المحور انتصر على قوى 14 آذار السيادية، بعد حرب استمرت سنتين ونصف السنة، هزمت في نهايتها قوى 14 آذار، وفازت قوى 8 آذار فوزاً نظيفاً من دون «جميلة» اصوات من نواب 14 آذار.

هذا الانتصار المزيّف، يقابله حقيقة لا جدل حولها، وهي ان دينامية تبنّي سعد الحريري ترشيح العماد عون، والتي استندت الى تفاهم عون والدكتور سمير جعجع، هي التي اجتاحت الفراغ والتعطيل والمماطلة التي كانت تطبع سياسة قوى 8 اذار ووضعها العصي في دواليب مسيرة عون الى الرئاسة، ولولا هذه الدينامية، كان لبنان اليوم وغداً وبعد غد، دون رئيس جمهورية، ودون حكومة تحكم، ودون مجلس نيابي يشرّع ويراقب، فمن هو المنتصر في هذه الحال، ايران وسوريا وجماعتهما في لبنان، او التفاهم الثلاثي بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، على بنود سيادية واستقلالية لبنانية وطنية، لا علاقة لها بالخارج القريب والخارج البعيد الذي تفاجأ بالتفاهم وبانتصاره على المعوقات.

هناك من حاول سرقة الانتصار، وهناك من حاول تسخيفه، وهناك من حاول انكاره، على الرغم من انه انتصار مع وقف التنفيذ، بانتظار ان تكتمل مقوّمات صموده، وتجاوزه مطبّات العرقلة من قبل من اطلق زغاريد الانتصار، والمسؤولية في عدم صبغ العهد بصبغات معينّة هي على عاتق سيد العهد، وليس على عاتق أي آخر سواه، واتصالات التأييد والترحيب التي توالت من رؤساء الدول العربية الشقيقة، والدول الاجنبية الصديقة، ستشكّل دعماً معنوياً ومادياً كبيراً للعهد، يضاف الى دعم اكثرية الشعب اللبناني، الذي وضع خلافاته جانباً، وقرر ان يعطي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف، فرصة، لتحقيق ما ناديا به، واتفقا عليه لانتشال لبنان من قعر الهاوية التي تسبب بها، مَن لا يريد ان تقوم للبنان قائمة او دولة قوية.

* * * * *

رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، من حرصه على لبنان وسلامته واستقراره، يمدّ يده للجميع، ولا يستثني احداً، في الشخصي، هذا موقف اخلاقي طيّب وغير بعيد عن سعد الحريري، ولكن في السياسة وفي ورشة الانقاذ المنوي القيام بها، حشر الجميع في حكومة واحدة، كمن يفخخ حكومته قبل انطلاقها، او كمن يضع العربة قبل الحصان، على ما كان يقول البطريرك التاريخي نصر الله صفير، الرئيس الشهيد رفيق الحريري عانى كثيراً من «تقّالات» ومشاغبين في حكوماته، وكذلك نجيب ميقاتي وسعد الحريري، والكل يعرف ماذا حصل معه على ابواب البيت الابيض، حكومتك يا دولة الرئيس، معروفة مهمتها، ومعروف موعد وفاتها، هي حكومة وقف الانهيار، ووضع قانون جديد للانتخابات، وموعد وفاتها في خلال اشهر، وبعد الانتخابات هناك حكومة الجد والعمل والاصلاح والتغيير، ولذلك فان هناك مجازفة كبيرة بتحول حكومتك الاولى في هذا العهد، الى حالة «دبي واعصري» قياساً على ما كان يحصل في ما يسمى حكومات الائتلاف الوطني.

حذار، الدعسة الناقصة في بداية المشوار.