من دون مقدّمات؛ «ليك يا بيك»؛ لا «قرابة» تجمعني بالمدعو «أبو هيثم» الذي اتهمتني بأنني قريبته، ولا ألفُ جَدّ يجمع جَدّي على جَدّه، ويبدو أنّ من «نمّ» إليك هذه المعلومة يعرف أنك تعاني «فوبيا» من هذا المذكور، أو أنّك من أصحاب «الخيال البوليسي» الواسع، أو «الخيال الأدبي» أو «غير الأدبي»، أو «الخيال العلمي» أو عافانا الله «الخيال المرضي».
وقد يكون من المفيد هنا تذكيرك بهذه «الفوبيا» لأنّك وبُعيد اغتيال الشهيد سمير قصير تساءلت في تصريح لك يوم الجمعة 3 حزيران العام 2005 عن «أبو هيثم» ومسدس «سيك» الذي اختفى من موقع الجريمة (ساحة اغتيال الرئيس رفيق الحريري)، «حدا بيقلّك» فوبيا، ربما كان أجدر بك أن تقول للجمهور الذي يُتابعك ـ والذي اعترفت قبل أيام أنّه لم يعد يُصدّقك ـ أنّ «بُعبُعُكَ» ـ «أبو هيثم» ـ خرج بعد خمسة عشر عاماً من السجن لدى المخابرات السوريّة وغادر في العام 2002 إلى مصر، التي «تتفسّح» فيها أنت من حين لآخر، وأحيلك هنا على شهادتك أمام المحكمة الدوليّة التي ذكرت فيها أنّ بُعْبُعُك «أفرج عنه السوريون في الــ2002 أيام لحود ولم نسمع عنه أيّ خبر في ذلك الحين»، كما أحيلك على مجلّة الشراع التي نشرت حكاية «البُعبُع» أبو هيثم وخبر مغادرته إلى مصر، حتى لا تسوق التُّهم بحقّنا من جديد!!
«ليك يا بيْك»، واللهِ لولا حصانتكُ النيابيّة ربما لفكّرتُ جديّاً بمقاضاتك على هذه التُّهمة، خصوصاً أنّك رميتَ بها جزافاً في خضمّ حديثك عن تذكيري لك بالمخابرات المصريّة، وأستغرب هنا من أنّك أوْلى منّي بتذكّرك لأجهزة المخابرات المتنوّعة ولا داعي هنا للتذكير بنظام المخابرات السوريّة حليفك وراعيك الأول، ولا ضير في أن نحيل القارىء على كتاب «لبنان رهائن الأكذوبة
/LIBAN- LES OTAGES DU MENSONGE« لرئيس جهاز الاستخبارات الفرنسية الأسبق إيڤ بونيه ولا كتاب غوردون توماس «الكتاب الأسود لوكالة الاستخبارات الأميركية»!!
ونستغرب هنا بأيّ عين يتحدث «البيْك» عن «انفجار الزّبالة»، مع أنّ هذا الملفّ الفاسد من إعداده وبطولته وإخراجه، والأدهى من ذلك أنّ كثرة تقلّباتك تُنسيه ما يطلقه من مواقف وتصريحات متضاربة، بالأمس حاولَ إيهام المواطن اللبناني أنّ هجومه على وزير الداخليّة نهاد المشنوق سببه ملفّ التحقيقات في وزارة الداخليّة ـ التي لا تُعجبه أحوالها ـ متجاهلاً أنّ هجومه على الوزير نهاد المشنوق يعود إلى شهر آب من العام 2015، فهل علينا أن نذكّرك يا «بيْك» بتصريحك في 24 آب 2015 «كفانا كذب وزير الداخلية نهاد المشنوق وعليه أن يرحل»!!
ونستغرب أيضاً، هذا الحديث الطوباوي للنائب وليد جنبلاط عن عدم تدخّله في القضاء، وهو منذ عامين «يعتقل» الشيخ بهيج أبو حمزة الذي يواجه سبع دعاوى قضائية يرفع جنبلاط فيها الواحدة تلو الأخرى كلّما اقترب موعد الإفراج عن أبو حمزة ليصار إلى توقيفه مجدداً على ذمّة التحقيق، ونتمنّى هنا لو يتجرّأ «البيْك» ويكشف ما هو السبب الحقيقي لخلافه مع وزير الداخليّة، وكفى كذباً على الناس واختباء خلف ملفّ الشرطة القضائية، أو ملفّ الدعارة، أو ملف التحقيقات في قوى الأمن الداخلى، أو مصاريف الوزراء الأمنيين!!
في حديثه ليل الخميس عبر شاشة التلفزة زلّ لسان النائب وليد جنبلاط، وذكر «مليارات» البنك الإسلامي، علّ القارىء يفهم هنا سبب هذا الغليان والرّشق الجنبلاطي «عن أبو جنب»؛ هذا هو وليد جنبلاط الذي ادّعى أنّ جهل المواطن يجعله لا يفهم معنى كلمة «إخلاء سياسي»، وأنّ الهجوم عليه يأتي دائماً من صندوق المهجّرين، عليه أن يُعيد قراءة مقالنا «فساد وليد جنبلاط من رفيق الحريري إلى نهاد المشنوق» لأنّ ما ورد في المقال استعرناه من ردّ لمكتب الرئيس رفيق الحريري الإعلامي على وليد جنبلاط في 5 تموز 1998، ومجدداً سنستعير من هذا البيان: «إنّ المؤتمر الذي هيأه الوزير جنبلاط على عجل ليس سوى محاولة جديدة لإخضاع عودة المهجرين لمزاجه الشخصي ومصالحه المعروفة، ورأى ان كلمة جنبلاط حفلت بإسفاف لا يحسد عليه لتجاوزها المعقول والأخلاقي والوطني».
هذا هو وليد جنبلاط؛ الذي يصنّف غالباً بأعتى وأكبر رجال الفساد والانقلاب السياسي في لبنان، والذي إن فتحنا فقط ملفاته وانقلاباته وتطاولاته على كل شركائه السياسيين منذ آب العام 2007 انتهاءً بآخرها مساء الخميس الماضي 21 نيسان 2016، أو انقلابه على أقرب المقربين إليه وآخرهم الشيخ بهيج أبو حمزة الذي بنى له امبراطورية مالية فكانت مكافأته له السجن واتهامه بأغلى شيء عنده ألا وهو «أمانته»، لاحتجنا إلى عشرات المقالات إن لم يكن أكثر، وأخيراً «ليك يا بيك»، نعم أنا صحافيّة مرموقة شئتَ أم أبيْت!!