IMLebanon

أبعد من الرسائل

الإعتداء الإرهابي الذي استهدف بنك لبنان والمهجر سبقه انتقادات وصلت إلى حدّ التهديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة من كتلة الوفاء للمقاومة على خلفية الإشكالات التي تسببها القرار الذي اتخذه مجلس النواب الأميركي لتطويق تمويل حزب الله تحت عنوان مكافحة تبييض الأموال والاتجار بالمخدرات، هذا الاعتداء الإرهابي، لم يهز المصارف وحدها، التي ما زالت تشكّل الركيزة الوحيدة المتبقية لمنع سقوط لبنان في الفراغ الكامل، بل في الانهيار الكامل بعد الفراغ المتعمد في رئاسة الجمهورية وفي مجلس النواب وصولاً إلى الشلل الحاصل في الحكومة التي تمثل وفق الدستور السلطة التنفيذية، والتي يُشكّل بقاءها حاجة دستورية ووطنية للحفاظ على الحد الأدنى من انتظام الدولة ووقوفها على رجليها إلى ان يتم انتخاب رئيس للبلاد، يحظى بالشرعية الدستورية التي تمكنه من إعادة إنتظام المؤسسات وتحصين صورة لبنان بالنسبة إلى العالم الذي تشي كل مواقف دوله المعلنة على انه لم يعد يثق بلبنان ويضعه في مصاف الدولة الفاشلة ويتهيأ لوضعه في مصاف الدولة المارقة لخروجه مجبراً على الشرعية الدولية.

نقول بأن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف بنك لبنان والمهجر لا يُشكّل فقط رسالة إلى حاكم مصرف لبنان وإلى باقي المصارف اللبنانية بل يُشكّل رسالة إلى العالم أجمع بأن هذا البلد أصبح رهينة في يد حزب الله الذي يستعد هذا العالم ليصنفه حزباً إرهابياً يحظر التعامل معه مع أي دولة من دول العالم وأكثر من هذا هو رسالة أكثر وضوحاً إلى اللبنانيين والعالم معهم بأن الهدف من ضرب المصارف هو تعميم الفراغ في هذا البلد بعد ما أصبحت المصارف تشكل الركيزة الوحيدة لسد الفراغ بعد أن عم كل المؤسسات الدستورية الأخرى من رئاسة الجمهورية إلى مجلس النواب، فالحكومة وحتى السلطة القضائية التي بات الحديث عن عجزها وتقصيرها وتسخيرها يتردد على كل شفة ولسان.

البعض يقول ومنهم حزب الله ان هذا الاعتداء يستهدف الحزب والبعض الآخر يرى انه يؤسّس لفتنة بين اللبنانيين لكن الحقيقة الدافعة هي أن ضرب آخر ركيزة لبناء الدولة يهدف إلى إسقاط الدولة بعينها ووضع اللبنانيين أمام أمر محتوم إما التسليم بهذا السقوط واما القبول بمؤتمر تأسيسي يُعيد هيكلة الدولة وفق المشروع الذي يحمله حزب الله والذي يرمي في النهاية إلى إمساكه من خلال الطائفة الشيعية على كل فصائل الدولة بشكل دستوري معترف به دولياً وإلا ما الهدف من استهداف المصارف وإن كان الحزب اضطر إلى نفي علاقته بالتفجير والقول بأن هذا التفجير يستهدفه شخصياً؟