IMLebanon

أبعد من مسألة معالجة مرسوم المطلوب جهد هائل لإعادة الإستقرار

وتُقفِل السنة على تراكمات… ويكون صعباً العبور إلى السنة الجديدة، من دون إلزامية حمل هذه التراكمات إلى السنة الجديدة…

هذه الكلمات في هذه الزاوية، هي آخر ما يتم استيداعه في العام 2017، والكلمات اللاحقة، بعد أيام قليلة جداً، ستكون محسوبة على السنة الجديدة، لكن وبما أنَّ التراكمات كثيرة وكبيرة، فإنَّ بدايات 2018 ستكون وكأنَّ 2017 في حال التمديد وليست هناك سنة جديدة…

تطوي سنة 2017 أوراقها، لا لتتلفها بل لتوضبها وتحملها معها إلى السنة الجديدة، فالسنة السياسية في لبنان ليست 365 يوماً فقط، بل هي بعدد الملفات، ولأنَّ عدد الملفات أكبر، فإنَّ أيام السنة تكون أكثر، وبناءً عليه فإنَّ السنة الراحلة كأنها تتمدد، أو كأنَّ السنة الجديدة كأمها تطلب أياماً إضافية.

تنتهي السنة الراحلة على ملف كبير هو ملف مرسوم الأقدمية، الذي فجَّر العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لم يتوانَ الإعلام المحسوب عليه عن تسمية المرسوم بالمرسوم المسموم، وفي التفسير لهذا التوصيف، أنَّ القبول به هو كتجرعه، فمَن يتجرَّع ما هو مسموم؟

هذا يعني أنَّ رفضه مطلق.

رئيس الجمهورية ذهب أبعد في التوصيف فوضع ما يجري في خانة الصراع السياسي في سياق توزيع الصلاحيات، أما جهاتٌ مراقبة فاعتبرت أنَّ القضية الأساسية تقع في خانة الخلل في التوازن الطائفي.

أين يقف رئيس الحكومة سعد الحريري من الصراع القائم بين الرئاستين؟

في اليوم الأول على توقيع المرسوم، كان رئيس الحكومة إلى جانب رئيس الجمهورية لأنه وقَّع المرسوم، لكن بعد غضب الرئيس بري إلتزم التريث فطلب من الأمانة العامة لمجلس الوزراء عدم نشره، ويبدو أنَّه سيتحرك على خط الوساطة بين بعبدا وعين التينة، وهو مهَّد لهذا التحرك بجوٍّ إعلامي أقرَّ فيه بالأزمة القائمة مع السعي لمعالجتها، فقال إنَّ الإشكال موجود، والمسؤولية تقضي أن نعمل جميعاً على حلِّه من خلال وضعه في المكان الصحيح.

الرئيس الحريري وعلى رغم إقراره بوجود أزمة، إلا أنَّه اعتبر أنَّ هذا الخلاف هو شأنٌ صغير في بلد يُعاني مشاكل كبيرة، وأنَّ هناك وجهات نظر قانونية ودستورية بشأن هذا المرسوم، وهناك حلول في المقابل، شرط أن يتمَّ وضع المشكلة في إطارها الصحيح، وعدم تضخيمها أكثر مما هي عليه.

إنه كلام تهدئة لا شك، لكن هل هو كافٍ للتخفيف من حدة الأزمة؟

ربما الأيام الثلاثة الآتية تساهم في تبريد الأجواء للإنطلاق في اتجاه المعالجات، لكن، مع ذلك، فإنَّ تصدُّعاً ما أصاب العلاقة بين الرئاستين الأولى والثانية، ولم تعد المسألة مسألة معالجة مرسوم.