هذا ما قاله السيّد حسن نصرالله في خطابه الأخير حيث ركز على أنّ إسرائيل خائفة وتحسب مليون حساب قبل أن تقوم بأي عمل عسكري ضد “حزب الله”… وكأنّ الطيران الاسرائيلي الذي قصف مطار تيفور وقتل 8 مواطنين أربعة منهم من الحرس الثوري الايراني كان خائفاً وهو ينفّذ هذه العملية.
بالمناسبة لا نعلم ماذا يفعل الحرس الثوري الايراني في تيفور؟ يمكن أن يكون هناك مركز ديني وبحاجة الى حماية.
لم يكتفِ السيّد بتهديد إسرائيل بل هدّد أميركا أيضاً وقال إنّ أي عدوان أميركي على سوريا لن يمر بل سيكون نهاية أميركا.
طبعاً الرئيس الأميركي دونالد ترامب خاف، لذلك استعان بالرئيس الفرنسي ماكرون ورئيسة حكومة بريطانيا تريزا ماي وقاموا، معاً، بإرسال الطائرات الى سوريا تورونادو وF16 وتم إطلاق 125 صاروخاً من نوع توماهوك، وكانت الأهداف محدّدة سلفاً وهي:
أولاً- تدمير المطارات العسكرية التي يستعملها النظام المجرم فتنطلق منها الطائرات الحربية التي تحمل القنابل الكيميائية لقصف الأبرياء في أمكنة عديدة من خان شيخون الى دوما أخيراً.
ثانياً- تدمير مراكز تصنيع تلك القنابل.
ثالثاِ- تدمير مستودعات أسلحة الحرس الجمهوري.
رابعاً- تدمير بعض مستودعات أسلحة إيرانية للحرس الثوري خصوصاً الصواريخ.
بهذا المعنى فإنّ الرئيس الاميركي نفّذ التهديد وقال إنّ هذه عملية أولى، وأنّ هناك أهدافاً أخرى في ما بعد… أي أن العملية لا تزال في بدايتها وهناك أهداف أخرى يأتي دورها لاحقاً.
لا نزال نسأل أنفسنا: لماذا قام الرئيس الاميركي بهذه العملية؟ كذلك أين ذهبت التهديدات الروسية التي سبق لها أن أعلنت انها لن تقف متفرّجة خصوصاً أنها لأوّل مرّة تهدد بالرغم من ان روسيا لم تقصّر يوماً في الأمم المتحدة حيث كلما قرّر مجلس الامن الدولي اتخاذ أي قرار ضد سوريا تستعمل روسيا الـ”ڤيتو”.
والسؤال هنا: لماذا لم تتحرّك روسيا عسكرياً؟ وهل كان هناك تنسيق بين أميركا وروسيا؟ هذا ما يبدو على الارجح.
من ناحية ثانية، جرى تأخير العملية لأنّه كان هناك احتمال يبدو ضعيفاً ولكنه يبقى احتمالاً إذ أنّ أميركا اعتمدت توقيت صباح السبت فجراً أي مساء الجمعة بالنسبة لتوقيت أميركا حيث يكون هناك إقفال يومي السبت والأحد للبورصة وهذا لتدارك أي تطوّر.
في النهاية لا بد أن نتوقف عند المبالغات والانتصارات التي يتباهى جماعة الممانعة والمقاومة وأنّ المضادات الدفاعية الروسية وصواريخ “S400” أسقطت الصواريخ الاميركية ولم تسمح للأميركيين بتحقيق أي هدف…
يا جماعة لم نتعلم أن نكون صرحاء مع شعوبنا ولم نتعلم من الماضي شيئاً…
على كل حال، إن لم نتعلم من هذا الدرس فإننا سنرى مزيداً من تدمير البلاد والعباد.
عوني الكعكي