Site icon IMLebanon

بايدن ونتنياهو يتحدّثان للمرّة الأولى منذ أشهر مع تفاقم أزمة الشرق الأوسط

 

نيويورك تايمز

للمرّة الأولى منذ شهرَين، تحدّث الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، في مكالمة هاتفية كان من المتوقع أن تركّز على خطط إسرائيل للانتقام من إيران بعد هجوم صاروخي.

لكنّ المكالمة أيضاً تحمل ثقل أسوأ علاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل منذ سنوات.

 

بدأت المحادثة على خطّ آمن، وتضمّنت أيضاً نائبة الرئيس كامالا هاريس، بعد الساعة 10:30 صباحاً بقليل، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية. وأكّد البيت الأبيض أنّ المكالمة قد تمّت ووُعِد بتقديم وصف لها قريباً.

 

مع ذلك، فإنّ التاريخ الحديث يشير إلى أنّ مستشاري بايدن كانوا على الأرجح غير مستعدّين لتقديم تفاصيل حول المكالمة، خصوصاً حول ما إذا كان نتنياهو سيلتزم بمطلب بايدن بتجنّب ضرب المواقع النووية الإيرانية ومنشآت الطاقة.

 

جاءت المكالمة في لحظة يعتقد فيها مسؤولو الأمن القومي الأميركي أنّ الشرق الأوسط على حافة الهاوية. وأوضحوا لبايدن إنّه بعد الهجوم الصاروخي من إيران في الأول من تشرين الأول، الذي لم يُلحِق ضرراً كبيراً في إسرائيل، فإنّ الزعيم الإيراني، آية الله علي خامنئي، لا يسعى إلى دخول حرب أوسع.

 

لكنّ المسؤولين الأميركيِّين يعتقدون أنّه إذا ردّت إسرائيل على الضربات باستهداف أكثر المواقع حساسية في إيران، فإنّ النتيجة قد تكون تصعيداً غير مسيطر عليه.

 

هذا هو السبب في أنّ بايدن كان علنياً جداً في تحذيراته لنتنياهو. ومع ذلك، في مرّات عديدة خلال العام الماضي، تجاهل الزعيم الإسرائيلي إلى حَدٍّ كبير الرئيس الأميركي، معتقداً أنّ بايدن ليس لديه الحرّية السياسية لقطع الأسلحة أو المساعدات عن القدس.

 

 

مسؤولو البيت الأبيض، القلقون بعدما فوجئوا بسلسلة من الهجمات الإسرائيلية على «حزب الله» في لبنان، طالبوا بالمحادثة يوم الأربعاء وأصرّوا على أن تتمّ قبل أن تنفّذ إسرائيل هجوماً مضاداً.

 

وكشف أحد المسؤولين في الإدارة إنّ وزير الدفاع لويد جيه. أوستن الثالث كان «غاضباً للغاية»، لأنّ عدم وجود إشعار مسبق واضح حول الهجمات في لبنان عرّض حياة الأميركيِّين في الشرق الأوسط للخطر.

 

وتحدّث كبار المسؤولين الأميركيّين عن أنّهم كانوا قلقين في الغالب من التأكّد من أنّ إيران وإسرائيل لم ينخرطا في تصعيد غير مسيطر عليه لحربهما الظل الطويلة.

 

ففي الأشهر الستة الماضية، توسّع هذا الصراع ليشمل ثلاث جولات من الهجمات الصاروخية المباشرة بين البلدَين. كان هذا العام هو الأول الذي تقع فيه هجمات مباشرة منذ الثورة الإيرانية في عام 1979.

 

وعكست قلة التواصل بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهما دولتان وصفتا نفسَيهما بأنّهما أقرب الحلفاء منذ إنشاء إسرائيل في عام 1948، الفجوة الأعمق في العلاقة.

 

 

وأفادت التقارير على نطاق واسع خلال العام الماضي، أنّ بايدن خرج من محادثات مع نتنياهو وهو يُطلق سلسلة من الشتائم حول الزعيم الإسرائيلي.

 

من جانبه، يعتقد نتنياهو أنّ جهود بايدن المستمرة للتوصّل إلى وقف إطلاق النار في غزة، ومؤخّراً في لبنان، كانت ستضيّع أفضل فرصة لإسرائيل منذ عقود لتوجيه ضربات كبيرة إلى «حماس» و»حزب الله»، وفقاً لمسؤولين أميركيِّين مطّلعين على محادثاتهم.

 

في وجهة نظر رئيس الوزراء، حققت إسرائيل انتصارات تكتيكية كبيرة على كل من «حماس» و»حزب الله» من خلال تدمير جزء كبير من صفوف قياداتهما.

 

في حالة «حزب الله»، يعتقد مسؤولو الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية أنّ نصف أو أكثر من ترسانة صواريخه، المصمَّمة جميعها لضرب أهداف إسرائيلية، قد تمّ تدميرها.

 

ويجادل المسؤولون الأميركيّون بأنّه حان الوقت لإسرائيل لترسيخ مكاسبها التكتيكية ضدّ «حماس» و»حزب الله» في انتصار استراتيجي أوسع، بما في ذلك بعض الاتفاقات السياسية حول وقف إطلاق النار، وفي النهاية، نحو حل الدولتَين الذي سيمنح الفلسطينيِّين وطناً.

 

 

لكنّهم يخشَون أنّ نتنياهو غير مهتم ويحاول إعادة إحياء سمعته، بعدما فوجئ بالهجوم في 7 أكتوبر 2023، الذي أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي.