عشنا لمدّة أسبوع بدءاً من يوم الاعلان على ان مندوب الرئيس جو بايدن عاموس هوكشتين سيزور إسرائيل ومن بعدها لبنان ثم يعود الى إسرائيل..
ولم يبقَ كاتب أو إعلامي إلاّ وكتب وحلّل وتساءل عمّا يحمله هوكشتين الى لبنان، وماذا فعل في إسرائيل، وماذا سيفعل في لبنان؟
ذهب هوكشتين الى إسرائيل وعقد عدّة اجتماعات مع المسؤولين هناك وعلى رأسهم بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية المطلوب دولياً ومحلياً في إسرائيل من قِبَل المحكمة الاسرائيلية، ومن قِبَل محكمة العدل الدولية بعد دعوى جنوب أفريقيا.
كل هذا اللف والدوران والاستنتاجات و”التبصير” والمعلومات الوثيقة وغيرها توصلنا الى استنتاج وحيد هو ان مستر هوكشتين يحاول إنقاذ إسرائيل.
في الحقيقة يمكن القول إنّ الهدف من زيارة هوكشتين هو محاولة ترطيب الأجواء والنصح لإسرائيل ولبنان بعدم الدخول في مغامرة عسكرية، لا أحد يعرف أين تصل الأمور بسببها.
خصوصاً ان هوكشتين لديه معلومات أكيدة عن وضع الجيش الاسرائيلي المنهار، وأنها المرّة الأولى في تاريخ إسرائيل تتعرّض الدولة العبرية الى هزائم بدءاً بـ7 أكتوبر 2023 أي منذ اللحظة الأولى لعملية أبطال “طوفان الأقصى”، إذ يكفي ان يقتل 1200 يهودي إسرائيلي ويخطف حوالى 300 من مختلف الأعمار وقسم منها من الجيش برتب عالية.
النقطة الثانية، لم تعْتَد إسرائيل على الحروب الطويلة إذ ان حروبها مسألة أيام معدودة..
النقطة الثالثة، إنّ إسرائيل لم تعْتَد على خسائر بالآلاف كما ذكرنا البارحة حيث وصل عدد القتلى الى 14500 ضابط وجندي إسرائيلي منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر)، وأكثر من 45600 جريح منهم ما يقارب الـ15000 مبتوري الأطراف.
بكل صراحة أميركا خائفة على إسرائيل لأنّ كل رئيس جمهورية أميركي يحتاج الى أصوات اليهود، لذلك نرى ان هناك اهتماماً غير طبيعي بإسرائيل.
من ناحية ثانية هناك سبب جوهري آخر، ان خسارة إسرائيل لأي حرب هي خسارة للسلاح الاميركي، وهذا ما لا تقبله أميركا.
على كل حال، يبدو ان الرئيس جو بايدن أصبحت علاقته أكثر من سيّئة مع نتانياهو لأنّ الأخير لا “يسمع الكلمة” ويتحدّى الرئيس بايدن ويخالفه يومياً، بالاضافة الى ان علاقة نتانياهو بالرئيس السابق رونالد ترامب تبدو أكثر من ممتازة.
زيارة هوكشتين كانت تحذيراً لإسرائيل وإنقاذاً لها من خسارة مؤكدة في حال نشوب حرب شاملة.. أما الهدف الثاني فكان تسليم نتانياهو رسالة سرّية من بايدن تحمل امتعاضه (أي بايدن) من تسريب ڤيديو سمح به نتانياهو ينتقد فيه إدارة بايدن لحجزها صفقة القذائف.
فقد كشفت صحيفة “معاريف” الاسرائيلية نقلاً عن مسؤولين في الإئتلاف المعارض لحكومة بنيامين نتانياهو، ان إلغاء الاجتماع الاميركي – الاسرائيلي بشأن إيران يشكل ضرراً خطيراً على مصالح تل أبيب الأمنية. وحسب الصحيفة العبرية، سجلت انتقادات حادة في الائتلاف المعارض عقب ما ذكره موقع “أكسيوس” الاميركي بإلغاء المنتدى الاستراتيجي الاسرائيلي – الاميركي من قِبَل البيت الابيض رداً على ڤيديو الأسلحة الذي نشره رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بحسب مسؤولين كبار في الحكومة.
وقال الائتلاف: إذا تمّ بالفعل إلغاء هذا الاجتماع المهم الذي لم ينعقد منذ أكثر من عام بأمر من بايدن، نتيجة لڤيديو نتانياهو، فهو في النهاية ضرر خطير لمصالح إسرائيل الأمنية.
ما قصّة إلغاء الاجتماع؟
وكان البيت الأبيض ألغى اجتماعاً رفيع المستوى مع إسرائيل بشأن إيران كان مقرراً عقده (أمس الخميس 20 حزيران يونيو).
وحسب موقع “أكسيوس” الأميركي، ألغى البيت الابيض الاجتماع على خلفية نشر رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ڤيديو يتهم فيه واشنطن بحجب المساعدات العسكرية.
وقال مصدران، أميركي وإسرائيلي، إنّ كبار مستشاري الرئيس الاميركي جو بايدن غضبوا من الڤيديو، وهي رسالة سلمها المبعوث الاميركي عاموس هوكشتين شخصياً لنتانياهو في اجتمع بعد ساعات من نشره الڤيديو. ثم قرّر البيت الابيض أن يذهب أبعد من ذلك بإلغاء اجتماع الخميس. وقال مسؤول أميركي: “هذا القرار يوضح ان هناك عواقب لمثل هذه الأعمال المثيرة”. فيما ذكر مسؤول إسرائيلي كبير مستخدماً لقب نتانياهو: “الاميركيون غاضبون… ڤيديو بيبي تسبّب بأضرار جسيمة”.
وأعلن نتانياهو، متحدثاً باللغة الانكليزية في الڤيديو: “انه من غير المعقول أن تقوم الادارة الاميركية في الأشهر القليلة الماضية بحجب الاسلحة والذخائر عن إسرائيل”.
باختصار… أميركا تحاول رأب الصدع مع إسرائيل، لكنها تتمنى إسقاط نتانياهو من الداخل، لا هزيمة في حرب يربحها حزب الله ومحور الممانعة وأبطال “طوفان الأقصى”.