IMLebanon

بايدن وبوتين في الشرق الاوسط… ماذا يُحضّران للمنطقة؟

هل يحصد لبنان إتفاق ترسيم الحدود البحرية والقمح؟
18 تموز 2022 08:13

كما كان متوقعاً، طغت زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى الكيان الاسرائيلي والمملكة العربية السعودية، وما صدرعنهما من إعلانات ومواقف وبيانات تهم وضع المنطقة ومنها لبنان، على الوقائع المحلية اللبنانية السخيفة والتافهة، وسيتركز الاهتمام ايضاً هذا الاسبوع على لقاء القمة الروسية – الايرانية – التركية المرتقبة في طهران، والتي تتناول اوضاع المنطقة ولا سيما الازمة السورية بشكل خاص، وبعض القضايا العسكرية والاقتصادية والتجارية المهمة.

كان «إعلان القدس» ثمرة زيارة بايدن الى الكيان الاسرائيلي، وهو أكد على «أن أمن إسرائيل ضروري لمصالح أميركا وركيزة للأمن الإقليمي». والمح الاعلان الى استمرار الضغط على حلفاء ايران في المنطقة، بقوله: كان تأكيد منع إيران من حيازة سلاح نووي ومواجهة زعزعتها للاستقرار «عبر وكلائها» في المنطقة وهي اشارة الى حزب الله وبعض الفصائل الفلسطينة وقوى ثورية اخرى، كما تأكيد التفوق العسكري الإسرائيلي على باقي الدول في الشرق الأوسط.
وعبّر الإعلان الأميركي – الإسرائيلي، «عن تطلع البلدين لتوسيع دائرة السلام مع المزيد من الدول العربية، وأن هذه الشراكة لا تخدم أميركا وإسرائيل فقط، بل تصب في صالح الشرق الأوسط والعالم ككل. وأكد الإعلان أن اتفاقيات السلام مهمة لأمن المنطقة واستقرارها».
وبغض النظر عن مواقف الدعم الاميركي لـ«أمن اسرائيل» ، وهي من باب تحصيل الحاصل وليست جديدة في السياسة الاميركية، فإن حركة الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية آموس هوكستين كانت بارزة في زيارة بايدن، حيث التقى وزيرة الطاقة الاسرائيلية كارين الحرار. واصدرمواقف إيجابية حول المفاوضات.
لكن المفاجيء كان امس، دخول وزارة الدفاع الاميركية على خط ترسيم الحدود البحرية، فأصدرت في ساعة متأخرة من  ليل الجمعة – السبت بتوقيت بيروت بياناً يتبنى بالحرف الواحد مضمون بيان وزارة الخارجية الاميركية الذي صدر قبل ساعات قليلة، مؤكداً على التزام الولايات المتحدة بـ «تسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى قرارٍ بشأنِ ترسيم الحدود البحرية» . وجاء في البيان: أنه لا يمكن تحقيقُ التقدمِ نحو حلٍ إلا من خلالِ المفاوضات بين الأطراف.
واستخدمت وزارة الدفاع في بيانها صيغة بيان الخارجية نفسها لتشيد بـ«الروحِ التشاورية والصريحة للأطراف للتوصلِ إلى قرارٍ نهائي، والذي من شأنه أن يؤدي إلى مزيدٍ من الاستقرار والأمن والازدهارِ لكلٍ من لبنان وإسرائيل، وكذلك للمنطقة، مشيرةً الى أن الحلَ ممكن».
وجاء البيانان ليدفعا نحو استئناف المفاوضات غير المباشرة بين لبنان والكيان الاسرائيلي حول ترسيم الحدود.
اما زيارة بايدن الى المملكة السعودية فكان الاساس فيها زيادة انتاج النفط والغاز لتعويض اوروبا نقص امدادات الطاقة من روسيا. والمشاركة في قمة دول «مجلس التعاون الخليجي +3» (مصر والعراق والاردن) التي عقدت امس. ولكن كان البارز في الزيارة في ما خص لبنان، البيان السعودي  – الاميركي المشترك، الذي صدر بعد لقاء بايدن والملك سلمان وولي العهد  محمد، وركز على تحقيق الاصلاحات وتشكيل الحكومة واستعادة سلطة الدولة، التزاماً بتطبيق اتفاق الطائف، وهو يعني ان لبنان لم يكن بعيداً من المحادثات.

قمة طهران: سوريا وأوكرانيا
في هذه الاثناء، يتم التحضير لزيارة الرئيس الروسي فلاديمر بوتين إلى إيران  يوم الثلاثاء في  19 تموز، لعقد قمة مع نظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب إردوغان، تتركز حول لوضع في سوريا وسبل إنهاء الازمة، بينما يجري محادثات ثنائية مع إردوغان حول الموقف من الحرب الروسية – الاوكرانية.
ملف الحبوب سيكون حاضراً على طاولة القمة الثلاثية، خاصة بعد تأكيدات الرئيس التركي أردوغان – في اتصال هاتفي ببوتين يوم الاثنين الماضي – «أن الوقت قد حان لكي تعمل الأمم المتحدة على توفير ممر آمن لتصدير الحبوب عبر البحر الأسود». وهوما سيجني منه لبنان وصول دفعة من القمح الروسي والاوكراني هذا الاسبوع.
وتحدثت معلومات روسية حول زيارة بوتين، عن «إمكانية استغلال الأسطول الروسي مرفأين في إيران، والفوائد التي يفترض أن تجنيها طهران مقابل ذلك. كما يجري بحث التسليح التركي لاوكرانيا بطائرات مُسيّرة، وتعاون روسيا وايران في مجال الطائرات المُسيّرة».

زعيما قطبي العالم في الشرق الاوسط، وهما يُحضّران للمنطقة تفاهمات وتحالفات ومنتديات بوجه خصوم كل منهما، ولوكان المسعى الاميركي اوسع واشمل ممّا تقوم به روسيا، التي تركز على تحسين وتحصين وضعها الخاص في ظل الحرب المكلفة مع اوكرانيا، بينما اميركا تركز على الطاقة وعلى ايران وتحشد الحلفاء لمواجهتها.
لكن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي،استبق القمة الاميركية الخليجية المصرية، بالقول: أن سياسة العراق تصفير المشاكل وتحقيق التوازن في العلاقات، مضيفا أن العراق لن يكون منطلقا لتهديد أي من دول الجوار، ولن يكون اليوم أو غدا في أي محور أو تحالف عسكري في المنطقة».
كما استبقت الامارات القمة بموقف مماثل، حيث قال المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة أنور قرقاش، يوم الجمعة: إن دولة الإمارات لن تكون جزءا من محور ضد إيران. مؤكدا «انفتاح الدولة على أي شيء يحميها، من دون أن يستهدف دولة ثالثة» . وجاء الموقف بعد المعلومات عن قرب اعادة السفير الاماراتي الى طهران.
في المحصلة، يبدو ان دول المنطقة باتت تهتم بمصالحها الحيوية قبل الاهتمام بمصالح الدول الاخرى ولا سيما الكبرى منها، فهل يهتم لبنان بمصالحه؟