من أجل الوصول الى كرسي الرئاسة في أميركا، يبدو أنّ كل الأسلحة وكل الساحات باتت مفتوحة.
كنا نظن أنّ أميركا الدولة العظمى التي تحكم العالم منزّهة، وأنّ الرؤساء الذين يحكمونها يجب أن يكونوا مميزين، وأنّ رئيس الولايات المتحدة الاميركية يجب أن يكون شخصاً أو زعيماً غير عادي.
ولكن بعد هذه المقابلة التلفزيونية التي أجريت مع الرئيس الحالي جو بايدن وبين الرئيس السابق دونالد ترامب، يظهر ان الرئيسين تخلّيا عن عظمة الرئاسة وذهبا الى انتقادات خاصة لم يتوقع أحد أن تصل الى هذا المستوى المتدنّي.
فقد قلّل الرئيس الاميركي جو بايدن من أهمية الهواجس المثارة حول تقدمه في العمر، وذلك خلال مقابلة في برنامج فكاهي في شبكة “إن بي سي” الأميركية، سعى من خلالها لاستمالة الناخبين المترددين قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال بايدن (81 عاماً) خلال استضافته في برنامج “ليت نايت وذ سيث مايرز” إنّه خيار أفضل من خصمه الرئيس السابق دونالد ترامب (77 عاماً) الذي يرجّح أن ينافسه في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
ورداً على سؤال لمقدّم البرنامج، أشار بايدن الى ان عمر الرئيس الديموقراطي يمثّل قلقاً حقيقياً للناخبين الاميركيين. ردّ بايدن وسط ضحكات وهتافات الحاضرين: “ينبغي النظر الى الرجل الآخر (ترامب)، انه تقريباً في مثل عمري، لكنه لا يستطيع تذكّر اسم زوجته”.
وكان بايدن يشير بذلك الى مشاهد سابقة في البرنامج نفسه عرض خلالها مقدّم البرنامج سيث مايرز مقطعاً مصوّراً لترامب يشير فيه لزوجته ميلانيا باسم “مرسيدس”.
واتهم بايدن منافسه المحتمل، بالسعي لإعادة أميركا الى الوراء، وقال: “إنّ الأمر يتعلق بعمر أفكارك. أقصد هذا الرجل الذي يريد إعادتنا الى الوراء. هو يريد أن يعيدنا الى قانون “رو ضد وايد”. في إشارة الى مساعي الجمهوريين لتغيير قوانين الإجهاض.
وغالباً ما يتعرّض بايدن للانتقاد بسبب قلّة المقابلات الاعلامية والمؤتمرات الصحافية التي يجريها منذ توليه الرئاسة. لكن أمامه الآن حملة انتخابية مكثفة تتطلب منه الظهور في وسائل الاعلام إذا ما أراد هزيمة منافسه ترامب الذي يحسن التعاطي مع وسائل الاعلام.
وقال البيت الأبيض في بيان بهذا الشأن “تصادف اليوم الذكرى السنوية العاشرة للبرنامج (ليت نايت وذ سيث مايرز، وقد ظهر بايدن حين كان نائباً للرئيس في أوّل حلقة منه في شباط (فبراير) عام 2014.
وتطرّقت المقابلة للحرب الاسرائيلية على غزّة، حيث سأل مقدّم البرنامج بايدن عن سبب رفضه وقفاً فورياً لإطلاق النار في غزّة، رغم اعترافه بأنّ الخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيين جرّاء القصف الاسرائيلي للقطاع مرتفعة جداً.
وردّ بايدن بالحديث عن التوصّل لاتفاق مبدئي يقضي بهدنة موقتة توافق إسرائيل بموجبها على عدم الانخراط في أي أنشطة عسكرية مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم “حماس”.
وكان المحقق الأميركي الخاص روبرت هور، قد أصدر تقريراً في وقت سابق من الشهر الجاري يشكّك في صحّة الرئيس بايدن العقلية، وحاول فريق الرئيس الأميركي التصدّي لما جاء في هذا التقرير.
وفي محاولة لمواجهة الانتقادات، عبّر بايدن بغضب عن رفضه لتقرير هور، ونفى ما ورد فيه بشأن ضعف ذاكرته واتهامه بنسيان تاريخ وفاة أبيه “بو” عام 2015. وقال “إنّ ما جاء في التقرير منافٍ للحقيقة ومغلوط”.