Site icon IMLebanon

بايدن في “تل ابيب”… وحماس في عوكر

 

“طيرت” جريمة استهداف المستشفى “المعمداني”في غزة، بكل ما تحمله من رمزية، قمم الحوار الذي كان يتوقع ان تشكل الحدث امس كمدخل لتفاوض يفرمل الحرب ، فطارت قمتا عمان بقرار عربي، الا ان الرئيس الاميركي جو بايدن حضر الى “تل ابيب” لتبرئة ساحتها، وتغطية قرارات حكومة طوارئها، مفجرا موجات من الغضب في الدول العربية، ومنها لبنان في عوكر.

 

فبين خطين متوازيين: خط الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية للحؤول دون وقوع الحرب وتوسعها، وخط التطورات الميدانية الحدودية الجنوبية، وارتباطا بها التحركات ضد البعثات الغربية، يرتسم تباعا مشهد الوضع في لبنان مظللا بتطورات المواجهة في قطاع غزة، في انتظار استكمال الدعم الأميركي مع دخول ألفي عسكري من قوات “المارينز”، مسرح العمليات على طول الحدود مع “اسرائيل” جنوبا وشمالا، لدعم خطة الاجتياح البري.

 

وأمام ما يجري في المنطقة، ورغم أن “إسرائيل” لم تستفق من صدمة “طوفان الأقصى”، ورغم الإنتكاسات المتتالية التي تصيبها في السياسة والميدان، ما تزال تبدو مصممة على التصعيد ومواصلة القصف التدميري الممنهج في القطاع، املا في تحقيق خططها بتهجير مليون فلسطيني من شمال القطاع ووسطه الى جنوبه في مرحلة اولى، ودفشهم نحو الجهة المصرية في مرحلة ثانية، وهو ما دفع بالرئيس المصري الى فضح المستور، مرتكبة في سبيل ذلك مجازر ضد الانسانية، دفعت بمحور المقاومة الى دعوة الشعوب الاسلامية والعربية الى النزول الى الشوارع احتجاجا ضد سياسات الغرب.

 

وفي هذا الاطار، تكشف المصادر ان الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب لم يكن مخطئا بوصفه حزب الله بالذكي، فالاخير يدير معركته بدهاء مراعيا التوازنات الاقليمية والدولية، نتيجة معرفته الجيدة بالاتصالات الجارية تحت الطاولة بين القوى المعنية، من هنا فهو وان ايّد التحركات المستنكرة للمجازر التي تحصل، وللاحتجاجات امام السفارات خصوصا الاميركية، الا انه اوعز الى محازبيه بتأمين مشاركة محدودة وبضبط تصرفاتهم، انطلاقا من عدم رغبته بالانجرار الى “مواجهة” في الداخل مع القوى الامنية، وتفضيله التركيز على الحدود الجنوبية.

 

واشارت المصادر الى ان ما يؤرق الجانب الاميركي راهنا، هو ان شعار توحيد الجبهات قد حصل فعليا، بالنار هذه المرة، ذلك ان المواقع التي تم ضربها في منطقة الجولان، تم استهدافها بصواريخ من قطاع غزة، وكذلك استهداف قيادة المنطقة الشمالية، التي عمليا غير مرتبطة بجبهة الجنوب.

 

وكشفت المصادر ان ما يؤخر الحرب البرية التي كثرت التوقعات بشأنها، مرتبط بمعلومات استخباراتية عن خلايا نائمة لحركة حماس من قواتها الخاصة، المدربة على خوض حرب عصابات، دخلت الى مستعمرات غلاف غزة وتمركزت داخله، قدر عديدها بـ 500 عنصر، مهمتها التحرك عند انطلاق المعركة البرية وهدفها ضرب امدادات العدو، كاشفة ان بعض هذه الخلايا قامت خلال الساعات الماضية بتوجيه ضربات الى الفرقة الثالثة التي تم حشدها على الخطوط الخلفية للقطاع.

 

وحول مسار التظاهرات في الداخل اللبناني واستهداف السفارات، رأت المصادر ان العملية ستستمر خلال الساعات القادمة، وان غالبية المشاركين هم من المؤيدين لحركة حماس الذين قدموا من اكثر من مخيم، وهم من يقومون باعمال الشغب، مشيرة الى ان القوى المختلفة تدرك جيدا ان موضوع الاعتداء على السفارات هو خط احمر، خصوصا السفارة الاميركية في عوكر.

 

وختمت المصادر، بانه في الوقت الراهن لا اتجاه لدى اي من البعثات الدولية لسحب ديبلوماسييها الأساسيين من لبنان، الا ان عواصمها تدرس كل الاحتمالات، وهي وضعت كافة السيناريوهات بما فيها الاخلاء الجزئي في حال تطورت الامور، محذرة من ان اي خطوة في هذا الاتجاه تصب حتما في غير مصلحة لبنان، في هذة الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

 

على اي حال الايام المقبلة حاسمة ديبلوماسيا، والمصدر الاساسي للحسم: تداعيات ونتائج زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى “اسرائيل”. فهل الحل السلمي لا يزال ممكنا؟ أم ان ما كتب قد كتب؟