IMLebanon

وسط مخاوف من التهديدات الإسرائيلية الـ 1701 في صلب محادثات بايدن- ماكرون

 

 

الشرق –  يبدأ الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم زيارة دولة لفرنسا، بعدما شارك امس في الذكرى الثمانين  لتحرير النورماندي في حضور حشد دولي رفيع المستوى. صحيح ان زيارة بايدين إلى العاصمة الفرنسية تتزامن مع تطورات ومحطات دولية واقليمية عدة، بدءا من القمة الفرنسية – الاميركية المنتظرة في قصر الاليزيه، ثم الاجتماع الدولي المخصص للسلام في أوكرانيا والذي سيعقد منتصف الجاري في سويسرا، اضافة الى اجتماع لمجموعة السبع الدولية نهاية هذا الشهر. مصادر ديبلوماسية مواكبة لهذه اللقاءات رأت ان هذه المحطات المهمة والمصيرية قد تغير او تعدل الصورة المستقبلية لكل المشاورات والمحادثات السرية وغير السرية بين الاطراف الدوليين والاقليميين، غامزا من باب المفاوضات التي جرت بين اميركا وايران في سلطنة عمان قبيل مصرع الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي. وقالت المعلومات المستقاة من مراجع ديبلوماسية عدة في العاصمة الفرنسية ان القمة الفرنسية الاميركية من المرجح أن يحضر قسم منها الرئيس الاوكراني فلودومير زيلنسكي خصوصا ان هذا الأخير منزعج إلى حد ما من عدم حضور بايدن الاجتماع الدولي المخصص لاوكرانيا نظرا لتقارب تواريخ الاجتماعات بين حضوره اليوم إلى العاصمة الفرنسية، وعودته من جديد إلى سويسرا. وقد اعتبرت المراجع الرافضة ذكر اسمها لـ»الشرق» ان القمة الثنائية بين ماكرون وبايدن هي محطة ترقب ومتابعة دقيقة من قبل الجهات الديبلوماسية والمخابراتية الدولية والاقليمية نظرا للمواضيع التي سيتم تناولها والاتفاق عليها. واشارت الى ان الحرب الروسية على اوكرانيا ستتصدر مواضيع البحث خصوصا ان اجتماع سويسرا سيخرج بمعطيات ومواقف تؤكد استمرار الدعم الكامل لاوكرانيا بشتى انواعه. وقالت اضافة على ذلك فان جدول الأعمال بين بايدن وماكرون متعدد ومتشعب في المواضيع بدءا من الحرب الاوكرانية، والصراع العسكري المستمر بين إسرائيل وحماس والاتصالات القائمة توصلا لوقف دائم لاطلاق النار، ثم المبادرة التي أعلنها بايدن حول وقف النار وكيفية تبنيها من قبل مجلس الأمن الدولي، وصولا الى الحرب المستعرة في الجنوب اللبناني والتنسيق الأميركي – الفرنسي حول المبادرة الفرنسية لوقف التصعيد عند الحدود الاسرائيلية – اللبنانية. وفي هذا المجال اكدت المصادر ان الجانبين الفرنسي والاميركي على تواصل مستمر مع القيادات الاسرائيلية، وهما يحاولان عبر اتصالاتهما الديبلوماسية لجم التصعيد والضغط على اسرائيل وحثها على عدم توسيع رقعة الاعتداءات والانجرار إلى حرب أوسع واشمل في المنطقة. ورأت ان المبادرة التي تقدم بها وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنه خلال زيارته إلى لبنان ما زالت تتطلب مزيدا من الاتصالات والمشاورات لتحقيق اهدافها والتي بحسب المصدر اعلاه لا يمكن تحقيقها طالما ان هناك طرفا اقليميا اساسيا مغيبا عن كل ما يحصل من لقاءات ومشاورات تخص المنطقة الحدودية الجنوبية في لبنان. ورأت ان القرار 1701 سيكون في صلب محادثات بايدن- ماكرون، وان الطرفين متمسكان به ويدعمانه، وهما يعتبران ان أهمية تطبيقه وتنفيذه من قبل لبنان واسرائيل من شأنه أن يسهم في بسط الاستقرار الامني عند الحدود، وتهدئة الاوضاع ليتمكن كل السكان في كلا الطرفين من العودة إلى بيوتهم وديارهم. صحيح ان القمة الفرنسية – الاميركية سيكون لها ابعادها على المنطقة، الا ان الانظار ايضا تتجه نحو إيران والاستحقاق الرئاسي المنتظر، على الرغم من ان المراجع الديبلوماسية لا تتوقع اي تغيير في السياسية الإيرانية الحالية، بل استمرارا لنفس النهج المتبع منذ مدة، خصوصا ان مصير المحادثات الإيرانية – الاميركية مستمر ولن يتوقف. واذ عبرت المراجع اعلاه عن انزعاجها وتخوفها الكبير من التهديدات التي تطلق من مسؤولين اسرائيليين، اكدت في المقابل ان رسائل ديبلوماسية وصلت إلى المراجع الدولية المعنية بالشأن اللبناني تؤكد جدية التهديدات وان اسرائيل لن تتراجع عن اهدافها التي خططت لها اذا فشلت كل المساعي الديبلوماسية القائمة حاليا.