IMLebanon

العناوين الكبيرة لا تُلغي التحديات

 

 

عناوين كبيرة يواكبها لبنان، وأي خطأ أو تلكؤ فيها سيؤدي إلى مضاعفات سلبية جداً على البلد وعلى إداراته السياسية.

العناوين هي:

الموازنة والمؤتمرات والإنتخابات.

حتى إشعارٍ آخر، هذه الثلاثية على الطريق الصحيحة.

فالموازنةُ كانت قطوعاً ومرَّ، لكنه ما زال يتلمس طريقه ليتحول من مشروع قانون إلى قانونٍ، وليس تفصيلاً أنْ يقول الرئيس سعد الحريري، في دردشة مع الصحافيين بعد إنجاز الموازنة:

في هذه الموازنة ابتعدنا عن أزمة اليونان.

هذا الكلام الكبير والخطير يستلزم أنْ يكون هناك تقشف حقيقي في الموازنة ليكون البلد فعلاً قد ابتعد عن خيار اليونان. فهل فعلاً هناك تقشف؟

أرقام الموازنة، بحسب ما أعلن الوزير خليل بلغت نحو 24 ألف مليار ليرة، تضاف إليها أرقام السلفة التي تعطى لمؤسسة كهرباء لبنان لتغطية عجزها والتي هي 2100 مليار، وبذلك يصبح العجز سبعة آلاف مليار ليرة، أي حوالى خمسة مليارات دولار.

أين يكون التقشف في هذه الحال؟

وأين هي الإصلاحات التي حُكِي عنها والتي يُفترض أنْ تكون شرطاً ملزماً؟

قبل البدء بدرس الموازنة في مجلس النواب، فإنَّ الواضح حتى اليوم أنه تم ترشيق بعض الأرقام، بينما كان المطلوب إصلاحات بنيوية لا مجرد تخفيضات مسكَّنة.

فهناك العقدة الأساسية التي إسمُها الكهرباء، هذه العقدة تتمثل في الخطة التي تحاول الحكومة إنجازها قبل رحيلها بعد أقل من شهرين، وهذا يتضمن تعديل تعرفة مؤسسة كهرباء لبنان لجهة موازنة كلفة الإنتاج بسعر البيع، وليس كما هو حاصل اليوم حيث الدولة تبيع الكيلوواط بأقل من كلفته، وكلما أنتجت أكثر كلما خسرت أكثر، وعليه فإنَّ الحكومة تتجه إلى اتخاذ مرسوم في مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير الطاقة يحدد تعديلاً تدريجياً للتعرفة على استهلاك الكهرباء وفق جدول يوحّد التعرفة والتغذية بين المناطق، ويؤدي إلى توازنٍ مالي تدريجي لكهرباء لبنان مع وصول التغذية إلى 24 ساعة يومياً من ضمنها ساعات الأعطال وأعمال الصيانة، على أنْ يبدأ هذا التعديل مع وصول التغذية إلى 20 ساعة يومياً.

إذا استطاعت الحكومة القيام بهذا العمل قبل رحيلها فإنّها بذلك تكون قد قدمت خدمة جليلة إلى الشعب اللبناني.

أما عن العنوان الكبير للإنتخابات فإنَّ ساعة الحقيقة تقترب أكثر فأكثر، وقد بدأت الصورة تتبلور أكثر فأكثر، مع إعلان الرئيس سعد الحريري مرشحي المستقبل، ولم يكتفِ بعملية الترشيح، بل أَتبع المهرجان بسلسلة تغريدات رداً على الكثير من محاولات التشويه، فقال:

المرشحون الذين أعلنت عنهم سيكونون يداً واحدة في الحملة الإنتخابية، وسيكونون يداً واحدة بعد الحملة عندما يدخلون إلى البرلمان بأعداد مشرّفة بإذن الله ليمثلوا تيار المستقبل، وقواعد المستقبل ومشروع المستقبل، للبنان أفضل. مشروع الشرعية والإعتدال والعيش المشترك نحنا الخرزة الزرقا.

ينطلق الرئيس الحريري من قاعدة شعبية صلبة ومن احتضان عربي ودولي، الإحتضان العربي تمثَّل في عودة القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري الذي عاد إلى لبنان، وحركته السريعة التي استهلها بلقاء وزير الخارجية جبران باسيل وأمس الرئيس سعد الحريري قبل مغادرته إلى روما.

الأمور تسير في الطريق الصحيحة على رغم اتساع دائرة التحديات.