لا تزال المؤشرات المحيطة بالوضع، في ظل الأخطار المتصاعدة من الحرب “الإسرائيلية” على قطاع غزة، تشير إلى استمرار التوتر والتخوّف من اتساع رقعة هذه الحرب، في ضوء حركة الزوّار والموفدين الغربيين إلى بيروت، والتي كان آخرها زيارة وزير الخارجية الألماني بالأمس، والتي لم تعزِّز أي رهان على تحرّك دولي من شأنه تخفيف حدة التوتر، ولجم العدوان الإسرائيلي على غزة، والاعتداءات على جنوب لبنان.
وإزاء هذا الحراك الديبلوماسي ودلالاته لجهة إذا كانت الحرب وشيكة، يلاحظ عضو “اللقاء الديموقراطي” رئيس “لجنة الصحة النيابية” الدكتور بلال عبدالله، أن لبنان “هو عملياً في حالة حرب وفي مواجهة مباشرة، فالمناوشات والقصف على الحدود هو الحرب بحد ذاتها، ولكن موعد اتساع رقعتها ما زال غير معلومٍ، لأن الوضع مفتوح على كل الاحتمالات، علماً أن ما من طرف في لبنان متحمِّس للحرب، لأن الكلّ يدرك خطورتها وكلفتها، فالحرب مرتبطة بالمواجهة الكبرى الحاصلة في المنطقة، وهذه الحرب ليست قراراً لبنانياً”.
ومن الناحية السياسية ولجهة حركة الموفدين والديبلوماسيين الغربيين في الأيام الماضية وتأثير ذلك في الوضع على الجبهة الجنوبية، وما إذا كانت من مبادرات من أجل التوصل إلى تهدئة على الجبهة الجنوبية، لم يلحظ عبدالله أي دور ديبلوماسي أو مبادرة غربية عبر الحركة التي تشهدها بيروت، انطلاقاً من أن “كل هؤلاء الزوار هم غير محايدين، وبالتالي عندما يصبحون على الحياد من الممكن الحديث عن دورٍ للديبلوماسية في التوصل إلى حلٍ ما وتسوية للمواجهات الحالية”. ويستدرك موضحاً أنه على “الرغم من المجازر التي ترتكبها إسرائيل، فإن هؤلاء المسؤولين الغربيين لا يزالون يتبنّون روايتها لما يحصل في غزة، حيث أن روسيا هي الوحيدة التي تقدمت بمشروعٍ لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن، ورفضته الدول الأخرى، بل على العكس فإن الموقفين الأميركي والأوروبي يدعمان إسرائيل بالكامل”.
وعن زيارة وزيرة الخارجية الألمانية، لا يعتبر أنها حملت أي جديد على هذا الصعيد “طالما أن المستشار الألماني كان في تل أبيب منذ يومين، وأعلن التضامن الكامل معها، لذلك لا نستطيع أن نراهن على أي دور أو مبادرة غربية، مع العلم أن الرسالة التي يحملها الموفدون الديبلوماسيون إلى لبنان هي واحدة، وقد كررها كل الزوار وهي تهدئة جبهة الجنوب، لكي تتفرّغ إسرائيل لضرب حركة حماس وغزة، وإلاّ فإن لبنان سيتعرض لحرب مدمرة وهو ما نعرفه، وبمعنى أنهم يريدون منا أن نكون على الحياد لكي تمحي إسرائيل غزة وتبيد الشعب الفلسطيني”.
وعن الأجوبة التي سمعها الموفدون في بيروت، لم يكشف عن أي تفاصيل، ولكنه افترض أن “أي موفد غربي، لم يأت من أجل الإستماع إلى جواب، بل من أجل الضغط على لبنان، وليس لعرض مبادرة تهدئة، بل فقط المزيد من الضغط وإبلاغ رسائل واضحة، علماً أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كان واضحاً، وقد أزعجت صراحته البعض عندما قال إن قرار الحرب ليس عنده، وطلب من الموفدين الغربيين والسفراء، الكلام مع أصحاب القرار”.
وأمّا لجهة الموقف السياسي لـ “اللقاء الديموقراطي” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” من الحرب، يشير إلى أن “الموقف الأكثر وضوحاً كان لوليد جنبلاط لسببين: أولاً أن القضية الفلسطينية بالنسبة إلينا هي مقدسة منذ تأسيس الحزب التقدمي الشتراكي إلى اليوم، ونحن ندعم كل ما يتعلق بهذه القضية، وثانياً نحن نحبّذ ألا تكون هناك جبهة مع لبنان لأن وضعنا اليوم يختلف عما كان عليه في الـ 2006، ولكن إذا فُرضت الحرب فنحن سنقف إلى جانب أهلنا”.
وعن الاستعدادت الجارية على مستوى لجنة الصحة ومجلس الوزراء من أجل مواجهة أي سيناريو للحرب، يؤكد عبد الله، أن “مثل هذه الاستعدادات تتخذها الحكومة بمواكبة من لجنة الصحة النيابية، التي أقرّت توصيةً في هذا الشأن الاثنين الفائت، بطلبٍ من وزير الصحة من أجل فتح اعتماد للطوارئ الصحية في حال حصلت تطورات عسكرية ومواجهات”.