Site icon IMLebanon

عبد الله لـ”الديار”: الرئاسة مسؤوليّة لبنانيّة وليست فرنسيّة أو قطريّة الرئاسة خارج الإهتمام الدولي… وعلى واشنطن التحاور مع إيران

 

 

يجزم عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله، أن الملف اللبناني قد بات “خارج خارطة الإهتمام الدولي، ولم تعد أي مبادرة خارجية سواء كانت فرنسية أم قطرية، سبيلاً لأية حلول أو تسويات رئاسية”، معتبراً أن “المجتمع الدولي، لم يمارس دوراً من أجل انتخاب رئيس الجمهورية، وخصوصاً واشنطن، التي عليها أن تتحاور مع طهران كما تحاورت في عمان من أجل إنجاز صفقة تبادل السجناء لقاء 6 مليارات دولار”. وشدد على “أولوية الحوار الداخلي من أجل وضع حد للشغور الرئاسي”.

 

وقال عبد الله في حديثٍ لـ”الديار” إن الحزب “التقدمي الإشتراكي” هو “مدرسة حوار، ومن دعاة الحوار حول الملف الرئاسي، قبل دعوة الرئيس نبيه بري إلى الحوار، وذلك في ضوء استحالة قدرة أي فريق على الحسم في المجلس النيابي، والأهمّ أن الوضع الداخلي لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات والإنهيارات، حيث أن المواطن بات يهاجر أو يموت، بالإضافة إلى أنه لدى اللبنانيين أمور أهمّ من المحاصصة السياسية، خصوصاً مع الخطر الداهم المتمثل بموجة النزوح الجديدة، والذي بات يهدد بتداعيات خطيرة”.

 

وعن الموقف المعلن لكتلة “اللقاء الديموقراطي” من الحوار، يشير إلى أن “الأساس هو الحوار، ومبادرة بري ليست مُنزلة، ولكن من الضروري الذهاب إلى الحوار بمعزل عن كل الأحكام المسبقة التي يطلقها البعض حول الحوار، حيث عندها قد يحصل الإتفاق على طاولة الحوار أو نذهب كلنا إلى الإنتخابات الرئاسية”.

 

وبالتالي، يؤكد أنه “من دون الحوار، لا تغيير للوضع الحالي، علماً أن لبنان بات بحاجة لعملية إنقاذ سريع، ولكن الفريق الذي يدعو للحوار لم يعط بدوره أي إشارة للقوى المتوجّسة والمعترضة بأنه مستعد للدخول إلى تسوية، وهو يكرر أنه يريد رئيساً لا يطعن المقاومة، مع العلم أن المقاومة ليست بحاجة لمن يحميها، وهي تتصرف باستقلالية وبمعزل عن موقف رئيس الجمهورية، كما حصل على سبيل المثال عندما شاركت في القتال ضد تنظيم “داعش” في سوريا”.

 

ووفق عبد الله من الضروري أن ” يترفّع الجميع ولو بالحد الأدنى، وأن يتنازلوا من أجل تحقيق المصلحة الوطنية، وليس أن يكون التنازل من المعارضة فقط، لأننا بالطبع لن نوافق على أن تتنازل المعارضة لوحدها، خصوصاً وأننا إلى اليوم ما زلنا نتقاطع على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور”. وبالتالي، يشير الى ضرورة ذهاب المعارضة إلى الحوار، بشرط أن “يكون الجميع مستعداً للتسوية”، معتبراً أن “هذا هو السبب الذي يمنع المعارضة من أن تتحمّس للحوار”.

 

ويشدد على “وجوب التفاهم وانتخاب رئيس بالحد الأدنى توافقي، لكي يتمّ تشكيل حكومة سريعاً وليس للدخول إلى الخلاف حول الحكومة”، معتبراُ أنه “يجب العمل للتوافق على حكومة إنقاذية بعد انتخاب الرئيس”.

 

وعن المبادرات الخارجية، يرى أنها “ضبابية، لا نعرف أين تبدأ مبادرة فرنسا وأين تبدأ مبادرة دولة أخرى، بينما الدولة الأكثر تأثيراً غير موجودة في اللجنة الخماسية، وبالمقابل تكتفي واشنطن بالتلويح بالعقوبات ضد معرقلي الإنتخابات الرئاسية، وإيران تؤكد أن لا علاقة لها بالملف الرئاسي، ولذلك عليهم أن يتحاوروا حول لبنان كما تحاوروا في صفقة تبادل السجناء على 6 مليارات دولار في عمان”.

 

ويأسف لأن لبنان “مهمل على المستوى الدولي والخريطة الدولية مؤذية للبنان، لأنه لم يعد في قائمة الإهتمامات الخارجية، ولذلك علينا أن نتطلع إلى واقعنا ونعمل على حل مشاكلنا بنفسنا، وان نذهب إلى انتخاب رئيس الجمهورية وعدم انتظار الخارج، ولذلك لا يجب أن يعطي أحد على الساحة الداخلية تفسيرات مغايرة لموقفنا هذا، بمعزل عمّا يهمسه البعض أو يحاول الإشارة إليه، فنحن مع الحوار ولإيجاد الحلول بمبادرة داخلية، لان لا خلاص او حلول خارجية تنقذ لبنان من واقعه المنهار”.

 

وعن مصير المبادرة الفرنسية، يكشف عبد الله أنها “مستمرة بغض النظر عن نجاح مبادرة لودريان، لأن فرنسا لن تتخلى عن لبنان، ولكن إيجاد الحلول لأزمة الرئاسة هو مسؤولية لبنانية، ومن مصلحة لبنان إقامة الدولة واستعادة هيبتها ومؤسساتها لمواجهة الأزمات المتعددة، وهذه مسؤوليتنا قبل أن تكون مسؤولية فرنسا أو قطر”.