لم تحجب التطورات العسكرية التي تسارعت جنوباً في ال 24 ساعة الماضية ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، بحيث تحرّكت المعارضة دعماً لقائد الجيش ودرءاً للفراغ الذي قد يصيب المؤسّسة العسكرية في مرحلة هي الأدقّ والأخطر على لبنان، فالتقى وفد من هذه المعارضة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ناقلاً إليه رسالة واضحة تتعلّق بالمخاطر الداهمة على هذه المؤسّسة وعلى ضباطها وعناصرها، متمنياً إنهاء هذا الملف في أسرع وقت ممكن، لتأجيل تسريح القائد والتمديد له لمدة سنة، حفاظاً على هيبة الجيش.
وعلى هذه الخلفية، سألت “الديار” أحد النواب المعارضين الذين شاركوا في زيارة ميقاتي، النائب الدكتور بلال حشيمي الذي أكد “أن ميقاتي كان أكثر من إيجابي، وهو يعي تماماً أننا يجب أن نعمل لإعادة انتظام عمل الدولة، وكان يصرّ على ضرورة اجتماع كافة الكتل من أجل انتخاب رئيس الجمهورية، لأنه لا يمكن استمرار هذا الشغور الرئاسي، والفراغات الأخرى في كافة المواقع الأساسية في السلطة، إذ لا يمكننا إلغاء الميثاقية، فرئيس الجمهورية الماروني غائب ويتسلّم رئيس حكومة تصريف الأعمال السنّي مكانه، وحاكمية مصرف لبنان أيضاً شاغرة، ويتسلّمها نائبه الشيعي مكانه، وقيادة الجيش أيضاً في حال شغورها ستؤدي إلى إشكالية كبرى”.
وأضاف أن “الرئيس دعا خلال الاجتماع للعمل على إيجاد مبادرة لانتخاب رئيس الجمهورية، وقد طرحنا عليه كمعارضة ضرورة التمديد لقائد الجيش أو تأجيل تسريحه لمدة سنة، فالرئيس ميقاتي كان متجاوباً لأنه يعي أنه في الوقت الحاضر والبالغ الدقة والخطورة، لا يمكن أن تصبح مؤسّسة الجيش الوحيدة المتبقّية التي تلتزم عملها، وفي حصول أي خلل فيها، فهذا قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على أداء الجيش، خصوصاً في ظل العمليات العسكرية الحاصلة في الجنوب، لذلك، فالبلد بحاجة إلى رئيس جمهورية لتعيين قائد الجيش، واقتراحنا كان لميقاتي لتأجيل تسريح قائد الجيش، ريثما يتم انتخاب الرئيس، الذي يقوم هو بتعيين قائد الجيش وفق ما ينص عليه الدستور، وأيضاً تعيين رئيس أركان”.
ونقل عن ميقاتي أنه “يتواصل مع كافة الأطراف، ووجودنا كمعارضة أعطى دفعاً لهذا الموضوع لتسريع اتخاذ القرار المناسب من أجل تأجيل التسريح، وطلبنا أن يكون التأجيل لمدة عام وليس ستة أشهر، والتي هي مدة قصيرة لتأمين انتخاب الرئيس، في ظل عدم وضوح ما إذا كان هناك من إمكانية لإتمام هذا الاستحقاق الرئاسي، وكان الرئيس ميقاتي متفهّماً لهواجس المعارضة لناحية ملف قائد الجيش، ولم نتطرّق إلى ملف باقي الأجهزة الأمنية، وتكلّمنا أيضاً بالقرار 1701، وما يحصل جنوباً”.
وحول استكمال مبادرة المعارضة، كشف عن “اجتماع سيعقد للمعارضة اليوم الثلاثاء، لدرس موضوع تأجيل التسريح، وضرورة استكمال هذا الحوار، لوقوف كامل أعضاء المعارضة جنباً إلى جنب حتى نضوج ملف تأجيل التسريح هذا”.
وحول استمرار التباينات بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش، أكد حشيمي أن “الإشكالية هي بين جبران باسيل وقائد الجيش، فباسيل يعمل بعنجهية، بحيث يظنّ أن الدولة اللبنانية مسجّلة باسمه، وهو يعتبر أن القرار له وأنه القائد الأعلى والمسؤول، والذي يمثِّل وهو من لا يُدجِّل ويكذب، أحياناً يقول ان الحكومة غير شرعية، وأحياناً أخرى يقول انها حكومة تصريف أعمال، ومن ثم يطلب من الحكومة تعيين أشخاص معينين في بعض المراكز، فعندما يريد أن يعيِّن تصبح الحكومة شرعية، ومقبولة”