قرر التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية التحالف في الانتخابات البلدية، التي من المُقرر أن تبدأ في الثامن من أيار المقبل. الطرفان يدرسان تشكيل لوائح مشتركة في معظم القرى ذات «الأغلبية المسيحية»، رغم ترجيحهما أن «الانتخابات لن تحصل». ولكن، إذا لم يطرأ شيء، واستناداً إلى استطلاعات «الدولية للمعلومات»، سيفوز «التحالف» في كلّ المناطق التي سيترشح فيها، باستثناء قضاء زغرتا
قد يكون التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية أكثر الأطراف حماسة للاستحقاق الانتخابي البلدي، المُفترض في أيار المقبل. إذ يشكّل أول اختبار فعلي لـ «تفاهم معراب»، وامتحاناً لانعكاسات ورقة النوايا و«مصالحة» 18 كانون الثاني بين النائب ميشال عون ورئيس القوات سمير جعجع.
التحالف الذي بات بحكم الأمر الواقع بين الطرفين من شأنه أن يُبدل الكثير من قواعد اللعبة الانتخابية ويسمح لهما بالفوز بمعظم البلديات ذات «اللون المسيحي».
فقد أظهر استطلاع أجرته شركة «الدولية للمعلومات» أنّ تحالف التيار ــ القوات سيحقق لهما الفوز في نحو 400 بلدية سيكون لهم فيها لوائح انتخابية من أصل نحو 460 بلدة، غالبية أهلها ينتمون إلى الطائفة المسيحية (من بين 1018 مجلساً بلدياً في لبنان).
وهذه النتائج، بحسب الباحث في «الدولية» محمد شمس الدين، «شبه محسومة، مع الأخذ في الاعتبار إمكانية بعض التغيير في بعض الأقضية وخاصة الكورة حيث يُعَدّ الحزب السوري القومي الاجتماعي بيضة القبان، والمتن بسبب نفوذ النائب السابق ميشال المرّ». إضافة إلى أنّ «الاستطلاع بُني على أساس أنّ العناصر الحزبية في القرى ستلتزم قرار قياداتها. ولكن، لم نأخذ في الاعتبار إمكانية انشقاق الأحزاب إلى أكثر من طرف في الضيع، فهذا أمر آخر». في البلديات ذات اللون الحزبي الواحد (قوات أو تيار وطني حر)، يقول شمس الدين إنّ «هذه القرى احتُسبت ضمن حصة الثنائية المسيحية بما أنهما متحالفان». أمّا العامل العائلي الذي يلعب دوراً رئيسياً في «البلديات» فـ«يتراجع أمام تحالف الأحزاب. العائلات تنقسم على بعضها. والأفراد الذين ينتمون إلى التحالف القواتي ـــــ العوني هم الذين يُرجّح فوزهم».
وبحسب الأرقام، يُرجّح شمس الدين أن تفوز «الثنائية المسيحية» بأغلبية المجالس البلدية التي ستترشح فيها، على النحو الآتي:
■ جبيل: سيخوض التحالف القواتي ــ العوني الانتخاب في 28 بلدية من أصل 39، «أي البلدات ذات الأغلبية المسيحية، ومن ضمنها قرطبا (مسقط رأس النائب السابق فارس سعيد)، فالأخير يتقاسم المناصرين مع القوات اللبنانية وقوته منها».
■ كسروان: يملك التيار الوطني الحر القوّة التجييرية الأقوى، وبالتالي التحالف سيؤدي إلى «تسونامي» يجتاح البلديات ذات الغالبية المسيحية، والتي يبلغ عددها 50 بلدية، إضافة إلى بلدة زيتون المختلطة (شيعة وموارنة).
■بشرّي: ستفوز «الثنائية المسيحية» بالمجالس البلدية الـ 12.
■ المتن: لا يُعَدّ هذا القضاء «لقمة سائغة» بسبب الكتلة الأرمنية الناخبة ونفوذ النائب ميشال المر في «مربط خيله» الأخير. رغم ذلك، يرى شمس الدين أنّ من مصلحة وزير الداخلية الأسبق التحالف مع «الثنائية»، فـ«يفوزون بـ 50 من 54، والبقيّة يجري تقاسمها بين الكتائب والسنّة والدروز في المتن». أما إذا قرّر المرّ التحالف مع حزب الكتائب، فسيفوز العونيون والقوات بـ40 بلدية.
■ بعبدا: سيكون لـ«الثنائية» قوائم انتخابية في القرى ذات الأغلبية المسيحية، وسيكون الفوز من نصيبهم في جميع هذه البلدات، وهي: بعبدا، بسابا، بطشيه، فرن الشباك، ترشيش، جوار الحوز، جورة أرصون، حارة الست، الحدث، الشياح، الحازمية، حاصبيا، حمانا، دير الحرف، راس الحرف، الشبانية، عاريا، العربانية، فالوغا، قرطاضة، القصيبة، كفرشيما، الكنيسة، وادي شحرور. كذلك، لحارة حريك خصوصية تسمح للتيار الوطني الحر بالفوز بالمقاعد المخصصة لأبناء البلدة المسيحيين، بالتفاهم مع حزب الله.
■ عاليه: القرى «المسيحية» التي سيترشح فيها «التحالف» وينجح هي: بحمدون البلدة، بحمدون المحطة، بخشتيه، بدادون، بسوس، بطلّون، بليبل، بمهريه، التعزانية، حومال، دفون، دقون، رمحالا، رويسة النعمان، سلفايا، سوق الغرب، شرتون، شملان، عين الجديدة، عين السيدة، عين داره، عين درافيل، عين كسور، الكحالة، كفرعمية، المنصورية، الرجم، بمكين.
■ الشوف: في قضاء «آل جنبلاط» والحزب الاشتراكي، يُتوقع أن يترشح القوات والتيار ويفوزا في قرى بيت الدين، بريح، البيرة، جدرا، الجية، الدامور، الدبية، دير دوريت، دير القمر، الرميلة، سرجبال، ضهر المغارة، الفوارة، مجدل المعوش، مزرعة الضهر، المطلة، وادي الست، عين الحور، علمان ومزرعة البرغوثية، عميق، كفرقطلا، كفرنيس، كفرنبرخ، معاصر بيت الدين، الكنيسة، المشرف.
■ زحلة: لا يُنكر شمس الدين قوة الكتلة الشعبية والسيدة ميريام طوق سكاف في هذا القضاء، «ولكن علينا أن ننتظر لنرى إن كان بإمكانها فرض نمط جديد». حتى الساعة، تحالف القوات ــــ التيار هو الذي سيربح في زحلة المدينة، «حيث تملك القوات شعبية عالية. ومن المتوقع أن ينضم آل فتوش إلى هذا التحالف». إضافة إلى عاصمة القضاء، سيترشح «التحالف» ويفوز في أبلح، تربل، عنجر (حيث هناك نفوذ الأرمن)، الفرزل، قاع الريم، دير الغزال، رياق، رعيت، كفرزبد، قوسايا، عين كفرزبد، نيحا، المريجات، جديتا، مكسة، شتورة.
■ جزين: في هذا القضاء، سيربح التحالف 30 مجلساً بلدياً ويخسر في سجد، عرمتى، بنواتي، مليخ، كفرحونة، الريحان، ذات الأغلبية المسلمة خاصة مع وجود «حساسيّة» بين حركة أمل والتيار الوطني الحرّ.
■ البترون: من أصل 29 بلدية، سيخسر التحالف في راس نحاش والهري (أغلبية سنيّة)، شكا (ستشهد صراعاً بين الكتائب والقوات والتيار الوطني الحر)، شبطين (الكتائب هو الأقوى)، تنورين (معركة تُشبه زحلة بسبب وجود الوزير بطرس حرب وحضور القوات اللبنانية وعدد من الشخصيات المستقلة)، كفرحلدا (قد تكون من نصيب حرب).
■ الكورة: «المعركة فيها هي الأصعب»، يقول شمس الدين. تتوزع القوى في هذا القضاء بين التيار الوطني الحر (يُعدّ الأضعف)، القوات اللبنانية، النائب فريد مكاري، المردة و«بيضة القبّان»، الحزب السوري القومي الاجتماعي. تحالف القوميين مع التيار والقوات سيمكنهم من الفوز بـ 28 بلدية من 35. لكن النتيجة قد تنقلب في حال تحالُف القومي مع مكاري والمردة والمستقبل. القرى التي ستربح فيها «الثنائية» دون «منّية» من أحد، هي: أميون، بطرام، بشمزين، بترومين، برسا، بزيزا، بصرما، بكفتين، دار بعشتار، دار شمزين، عين عكرين، قلحات، كفرحاتا، كفرعقا، بدبا، عابا.
القضاء الوحيد الذي يؤكد شمس الدين أنّ «تحالف القوات والتيار قد يخسر فيه كلّ البلديات التي يترشح فيها وعددها 31»، هو قضاء زغرتا. يُعدّ تيار المردة الأقوى في زغرتا، ولا سيما في حال تحالفه مع رئيس تيار الاستقلال ميشال معوض، «وهو الأمر الذي من المتوقع أن يحصل»، وهذا سبب إضافي لحسم المعركة.
الفوز أيضاً، بحسب الاستطلاع نفسه، سينسحب على القرى المسيحية الواقعة في أقضية ذات أغلبية مسلمة. فالتحالف الجديد سيترشح حصراً، بطبيعة الحال، في البلدات ذات الغالبية المسيحية، وسيفوز فيها، وفقاً للآتي:
■ البقاع الغربي: باب مارع، خربة قنافار، صغبين، عانا، عمّيق، تل ذنوب، عيتنيت، عين زبده، كوكبا، المنصورة.
■ راشيا: عين حرشا، كفرمشكي، بيت لهيا، عيتا الفخار (رغم أنها قد تكون صعبة بسبب وجود القوميين فيها).
■ عكار: بزبينا، بقرزلا، بيت ملات، تل عباس الغربي، التليل، جبرايل، رحبة (التي تخضع لسلطة النائب السابق عصام فارس، فقد يُبدل النتائج إن قرر دعم لائحة)، جديدة الجومة، الحميرة، الخريبة، دير جنين، الزواريب، دير دلوم، سفينة الدريب، سيسوق، شدره، شربيلا، شيخ محمد، عيدمون ــ شيخلار، القبيات، عندقت، عوينات، القريات، كرم عصفور، ممنع، منجز، منيارة، نفيسة، هيتلا، عدبل، رماح، الشيخ طابا، الدبابيه، رحبة (فارس هو أيضاً القوة التجييرية الأقوى)، القنطرة، إيلات، مشيلحة الحاكور.
■ بعلبك: بشوات، دير الأحمر، شليفا، طليا، دوريس، برقا، راس بعلبك، سرعين التحتا، الطيبة، القاع، مجدلون، بتدعي، عيناتا.
■ صيدا ــ الزهراني: البرامية، برتي، بقسطا، دير السيم، الصالحية، عبرا، عين الدلب، القريّة، مجدليون، معمرية، مغدوشة، المية ومية، الهلالية، العدوسية، طنبوريت، عقتنيت، الحجة، كفرشلال.
■ صور: علما الشعب، دردغيا.
■ النبطية: صربا، الكفور، عزّة.
■ بنت جبيل: دبل، رميش، عين إبل.
■ مرجعيون: جديدة مرجعيون، برج الملوك، إبل السقي، القليعة ودير ميماس.
■ حاصبيا: الكفير، كوكبا.
■ المنية ــ الضنية: كفرحبو، كرم المهر، حقل العزيمة، مركبتا.
لا يبدي شمس الدين تفاؤلاً بإجراء الانتخابات البلدية في موعدها، لأنه «في زمن الأزمات تهرب الأحزاب منها، لكونها أصعب من النيابية وتُعزز الخلافات العائلية». وخلافاً لآراء عدد من القانونيين والسياسيين، يرى أن «تأجيل هذه الانتخابات ليس بحاجة إلى قانون». ويستند إلى «انتخابات عام 1971 حين تابعت المجالس عملها بعد انتهاء ولايتها. وعندما التأم مجلس النواب أصدر قانوناً غطّى فيه تلك الفترة. وهذا قد يكون مخرجاً حتى لا يكون وقع التمديد قاسياً على الرأي العام».
بالنسبة إلى القوات اللبنانية، «الكلام السياسي في مكان والنوايا في مكانٍ آخر». أحد نوابها يؤكّد أن «الحزب يريد الانتخابات ولا نناور» من دون أن يخفي عدم قناعته بأن الانتخابات ستجري في موعدها. إذ يلفت إلى أن العمل الروتيني لم يتوقف، ولكن «الماكينة الانتخابية لم تستعد جدياً بعد. لا نريد القيام بدعسات ناقصة قبل التأكد من حتمية حصولها». وفي الإطار نفسه، يشير أحد المسؤولين الانتخابيين في التيار الوطني الحر إلى الفارق بين «العمل الذي يتعلّق بتحضير لوائح الشطب ووضع الاستراتيجية وبناء التحالفات، وبين عملية دق النفير وطلب المندوبين». والشق الأخير «لم يبدأ بعد، لأنه ليس هناك اقتناع بأن الانتخابات ستحصل». لكنهما باشرا التحضير لها كما لو أنها ستحصل حتماً. وبحسب مصدر رفيع المستوى في تكتل التغيير والإصلاح، تجري دراسة وضع كل منطقة على حدة، ليتخذ بناءً على الدراسات القرار المناسب، من ضمن التحالف بين التيار والقوات، مع الأخذ في الاعتبار «العامل العائلي الذي يمكن أن نُجيره لمصلحتنا وليس العكس، حتى لو اضطررنا إلى التخلّي عن بعض الوجوه للفوز بالمعركة».