Site icon IMLebanon

الحوار الثنائي.. كحاجة لتهدئة «الزوبعة» الرئاسية

لن تنعقد جلسة الحوار الثنائي بين «حزب الله» و»المستقبل» اليوم أيضاً. ثلاثة تأجيلات مرت حتى الآن. لكن أحداً لا يشك أن الحوار الثنائي بخطر. جُل ما في الأمر أن التأجيل الأول جاء على خلفية تزامن الاجتماع مع الجلسة التشريعية، والثاني لتغيب نادر الحريري بداعي السفر والثالث (اليوم) بداعي تغيّب عدد من أعضاء طاولة الحوار من الطرفين.

في الوقت المستقطع بين الاجتماع الأخير والاجتماع المقبل المجهول الموعد، وقعت كارثة برج البراجنة. لكن في السياسة وجد الجميع أنفسهم أمام مبادرة للمّ الشمل، أطلقها السيد حسن نصر الله، وعنوانها ثلاث نقاط: رئاسة الجمهورية، قانون الانتخاب والحكومة. سمع الترحيب من كل حدب وصوب، ولا سيما من الرئيس سعد الحريري. إلا ان المبادرة والترحيب لم يصلا إلى الاجتماع الثنائي بعد. وبالرغم من أن الصدى كان إيجابياً على طاولة الحوار الوطني، إلا أنه يفترض أن يشهد اللقاء بين وفد «المستقبل» و«حزب الله» الترجمة العملية لكل ما صدر.

على الطريق، رفع الوزير نهاد المشنوق السقف مجدداً. لكن «حزب الله» لم يُستفز من كلامه عن «ولاية الفقيه التقسيمي وخلافة الفكر التكفيري»، إلى درجة الرد عليه. ليس السبب التسليم بمعادلة «حزب الله يهاجم السعودية والمستقبل يهاجم إيران»، إذ إنه نادراً ما لا يلقى كلام السيد حسن نصرالله بحق السعودية رداً من «المستقبل». لكن الحزب لم يجد مبرراً للسكوت عندما تطرق المشنوق إلى «إصرار فريق لبناني على أوهام الأدوار الكبيرة وأوهام الحسم فيها، عبر التدخل المسلح لحماية نظام قاتل». قال النائب حسن فضل الله، من دون أن يسمي، إن «كل واع وحر وصاحب ضمير ومتبصّر، سواء كان من فريقنا أو من أي فريق آخر، بات يقتنع أن دفاعنا عن بلدنا على حدودنا وفي سوريا هو الذي حمى لبنان». اكتفى فضل الله بهذا الرد، لأن «حزب الله» صار، ربما، على يقين أن الكلام العالي النبرة، الذي يُلقى لشد عصب هذا الجمهور أو استرضاء تلك الدولة، أثبت أنه لن يقف عائقاً أمام القرارات الاستراتيجية المتخذة من الطرفين بمتابعة الحوار الثنائي، الذي مر بتجربة أكبر الشهر الماضي، على خلفية كلام المشنوق في ذكرى اللواء وسام الحسن، وتهديده بالانسحاب من الحوار.

ذلك يجري وسط الزوبعة التي أحدثها لقاء باريس بين الحريري والنائب سليمان فرنجية، والذي ما يزال يتفاعل، داخلياً عبر الإعلام والأسئلة التي تبقى بدون إجابات، وخارجياً عبر اللقاءات التي أجراها الحريري في الرياض وباريس.

حتى الآن، يتعامل «حزب الله» بتحفظ مع التسريب، لكن فضل الله نفسه وضع النقاط على الحروف سريعاً، عندما قال: «لا يظنن أو يتشاطرن أحد في لبنان أنه يستطيع أن يستثني أياً من هذه المكونات، أو أنه بلعبة سياسية وبتسريبات من هنا وهناك يمكن أن يستثني أي أحد في هذا البلد، أو يمكن أن يشق صفوف التحالفات بين هذه القوى أو تلك». بغض النظر عما إذا كان «حزب الله» على علم مسبق باللقاء أو لا، إلا أن الأكيد أن الحزب يعيد تصويب البوصلة، من خلال التأكيد أن أي محاولة لشق الصفوف، أو بشكل أدق لعقد صفقة لا يكون العماد ميشال عون جزءاً منها، لا يمكن أن تمر. وبالرغم من أن أحداً لا يشك في أن وصول فرنجية إلى سدة الرئاسة هو مكسب للحزب، كما وصول عون، إلا أن ثمة من يسلّم أن الرئاسة يصعب أن تمر بدون موافقة الأقطاب المسيحيين، وأكثر من ذلك يعود مصدر في «8 آذار» إلى «اتفاق الدوحة»، مذكراً أنه «لم يمر بدون موافقة ميشال عون، فكيف بالأحرى اليوم، حيث يشكل عون الحجر الأساس في الاستحقاق الرئاسي».

المصدر نفسه يميز بين اللقاء نفسه وبين ربط اللقاء بالرئاسة. يقول إن التقارب بين الكل مطلوب، لكنه يذكر بتجربة عون مع الحريري التي لم تكن مشجعة. ولهذا يسأل: هل هذه مناورة تهدف إلى تحقيق أمر آخر؟ ليست الإجابة متاحة كما أنها ليست متاحة على الكثير من الأسئلة المتعلقة باللقاء. ثمة إجابة واحدة تصدر من «8 و14 آذار»: كل من ينظر إلى ما يجري في المنطقة يدرك أن طريق التسوية ما تزال طويلة في المنطقة.. ولبنان.