قفز الحوار الثنائي بين «تيار المستقبل» و «حزب الله»، في نسخته الـ 27، فوق جدول الاعمال التقليدي المتعلق بازالة الاحتقان من الشارع وانتخاب رئيس للجمهورية، الى العناوين المتعلقة بضرورة التشريع ومواجهة الفساد، اضافة الى الحفاظ على الحكومة وديمومة عملها.
ويمكن القول ان جلسة الحوار عقدت في اجواء هادئة جدا، خصوصا ان المدة التي سبقتها لم تشهد تصعيدا كبيرا في المواقف بين الطرفين في وقت تراجعت فيه حدة هجوم الحزب على السعودية، الامر الذي ساعد الطرفين على مناقشة الكثير من الأمور العالقة من دون الحاجة لتبديد هواجس او غسل قلوب كما كان يحصل في بداية الكثير من الجلسات السابقة.
وقد تابع الطرفان الخرق الامني الذي شهدته صيدا باغتيال القيادي الفلسطيني في حركة «فتح» فتحي زيدان، وشددا على ضرورة ان تستمر الأجهزة الأمنية في الجهود التي تبذلها للحفاظ على الامن والاستقرار وفي متابعة حربها الاستباقية على الارهاب، مع تسجيل ارتياحهما لانخفاض مستوى التشنجات والتوترات على صعيد المناطق والاحياء والتأكيد على ان ذلك هو احدى نتائج الحوار الثنائي.
وقد أيد الطرفان ضرورة عقد جلسة تشريعية من دون اثارة حساسية اي طرف، مشددين على ضرورة التوصل الى تفاهم حول أهمية التشريع على طاولة الحوار الوطني وقيام الطرفين بتمهيد الأجواء مع حلفائهما بما يصب في مصلحة البلد.
أما ملف الفساد والهدر فقد أخذ حيزا واسعا من النقاش، بما في ذلك ما تم كشفه مؤخرا على صعيد مافيا الاتجار بالبشر، وقد حذّر الطرفان من ان ما يتم كشفه تباعا يؤكد ان مؤسسات البلد بدأت تتحلل وهذا مكمن الخطورة، مؤكدين ان الفساد لا طائفة ولا انتماء له ولا احد يستطيع تغطية المفسدين، داعين الوزارات المعنية والاجهزة المختصة الى مواجهة كل حالات الفساد وكشفها امام الرأي العام، خصوصا ان الفاسدين يحاولون دائما التلطي خلف قيادات سياسية ورايات حزبية وطوائف لكي يحققوا مكاسبهم غير الشرعية، وهذا امر لا يمكن السكوت عنه.
كما شدد المجتمعون على ضرورة السعي الجدي لإنهاء الفراغ الرئاسي في أسرع وقت ممكن، اضافة الى دعم العمل الحكومي من اجل الاستمرار في معالجة مشاكل وازمات المواطنين.
ويؤكد عضو فريق «المستقبل» على طاولة الحوار النائب سمير الجسر لـ «السفير» أن الجلسة «كانت هادئة وجيدة وقد طرحت كل القضايا بموضوعية وبمسؤولية وطنية ونحن نسعى الى معالجة بعض المشكلات التي تواجه البلد».
ويرى الجسر ان «الحوار الثنائي مستمر وهو يشهد تقدما بطيئا»، آملا ان يخطو خطوات ملموسة وكبيرة في المواضيع التي يناقشها، لافتا الانتباه الى «اننا نعيش في منطقة ملتهبة ويمكن في اي وقت ان تنقلب رأسا على عقب، وعلينا دائما ان نعمل على تحصين بلدنا وان نستفيد من تقليص مساحات الأزمات للتخفيف من التشنجات ولحماية امننا واستقرارنا».