IMLebanon

الحوار الثنائي اليوم: «طبقان» روسي.. وعربي!

يدرك «تيار المستقبل» و «حزب الله» أن حوارهما الثنائي، الذي بلغ جلستة الـ27 التي ستعقد مساء اليوم في عين التينة، لا يزال دون الطموح، وتسير نتائجه ببطء شديد، لكنه يشكل في الوقت نفسه ضرورة وطنية في الظروف السياسية والأمنية التي تعصف بلبنان والمنطقة، سواء من حيث شكل التلاقي المستمر، أو لجهة حل بعض المشاكل العالقة، وإزالة الاحتقان ونزع فتائل التفجير من الشارع.

يمكن القول أن البندَين التقليديين والأساسيين الموجودين على جدول أعمال الحوار الثنائي، والمتعلقين بتخفيف الاحتقان وانتخاب رئيس للجمهورية، باتا عبارة عن «تحصيل حاصل»، في وقت تفرض فيه الظروف السياسية على المتحاورين مناقشة بنود طارئة، وهذا الأمر يقود تلقائيا لاستنتاج أحد أعضاء فريقي الحوار بأن القرار الروسي بسحب القوات الروسية من الشمال السوري تدريجيا «سيكون محور تقييم متبادل، خصوصا أن كل طرف يملك قراءة للحدث الروسي المفاجئ».

وعلمت «السفير» أن العلاقات اللبنانية ـ العربية ستكون «الطبق الرئيسي» على طاولة الحوار، حيث من المفترض أن يعرض فريق «المستقبل» تداعيات توتر العلاقات مع دول الخليج، وخصوصا السعودية، وانعكاساتها الاقتصادية الكارثية على لبنان، خصوصا أن التحويلات السنوية للعاملين في الخليج الى عائلاتهم في لبنان تبلغ ستة مليارات دولار أربعة منها من السعودية.

كما سيؤكد «المستقبل» أن لا مصلحة للبنان في استثارة مجلس التعاون الخليجي، ولا يجوز لأي طرف لبناني أن يتخذ مواقف سياسية يمكن أن تضر بمصلحة اللبنانيين العاملين في الخليج. وفي هذا الاطار تسأل مصادر مستقبلية عن أي مصلحة لبنانية للتدخل في الشؤون الداخلية للكويت والامارات والبحرين واليمن؟ وماذا سيجني لبنان من هكذا تدخلات؟ ولماذا الاستمرار في عملية الاستنزاف الناجمة عن التدخل بالشأن السوري؟ لافتة الانتباه الى أن «الفريق المستقبلي» المحاور سيوجه خلال الحوار رسالة واضحة الى «حزب الله» من ثلاث نقاط: الأولى للعودة من سوريا وكل البلدان التي يتدخل فيها الى لبنان، والثانية تخفيف حدة المواقف التي تتخذها قياداته تجاه السعودية، والثالثة التعاون الداخلي مع كل المكونات اللبنانية لحماية البلد وإعادة بناء مؤسساته الدستورية التي تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية.

ويقول مطلعون على أجواء الحوار إن البحث سيتناول أيضا، ضرورة الحفاظ على الحكومة كونها المؤسسة الدستورية الوحيدة التي لا تزال تعمل، فضلا عن الاستمرار في تفعيل عملها من أجل إيجاد الحلول الناجعة لمشاكل المواطنين، ومعالجة الأزمات التي تراكمت بفعل الشلل الذي كان مسيطرا عليها، وفي مقدمة ذلك النفايات وقيام كل طرف بالضغط على حلفائه من أجل تسهيل عملية نقل النفايات الى المطامر التي تم اعتمادها خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء.

ويقول عضو «فريق المستقبل» على طاولة الحوار الثنائي النائب سمير الجسر لـ «السفير» إن الحوار مستمر، ولن يتوقف في الوقت الحالي، لكن كل شيء مرهون بالتطورات السياسية. نحن سنذهب الى طاولة الحوار، كما في كل مرة، بانفتاح كامل ويد ممدودة وصراحة متناهية، لنطرح الأمور كما هي، وإن شاء الله نصل الى القواسم المشتركة التي تحمي لبنان بالدرجة الأولى، وتحمي مصالح اللبنانيين في كل بلدان العالم وخصوصا في الخليج العربي.

وعشية جلسة الحوار، أعلن المعاون السياسي للرئيس نبيه بري وزير المال علي حسن خليل أن الحوار سيعقد اليوم و«سيكون في اعلى درجات الحرص على ان يصل الى نتيجة تخفف بعضاً من التوتر».