على مدى أربع ساعات متواصلة، ناقش «تيار المستقبل» و «حزب الله» النقاط الخلافية العالقة، في إطار حوارهما الثنائي في نسخته الثالثة والعشرين والتي عقدت أمس في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بحضور المعاون السياسي للامين العام لـ «حزب الله» الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسرعن تيار «المستقبل». كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل.
وينعقد هذا الحوار في أجواء سياسية مشحونة عادت لترخي بثقلها مع مطلع العام 2016، بدءا من الاشتباك السعودي ـ الايراني، مرورا بالافراج عن ميشال سماحة، وصولا الى تجدد تبادل الاتهامات حول التعطيل الرئاسي. يضاف الى ذلك، «الشغب» اليومي الذي يمارسه بعض «نواب المستقبل» على هذا الحوار، وكان آخرهم النائب أحمد فتفت الذي اعتبر، قبل ساعات من انعقاد الجلسة أمس، انه «لم يعد هناك فعلا اي معنى لحوار حزب الله والمستقبل لأنه لم يعد منتجا على أي صعيد وتحديدا بعد الموقف المعطل للانتخابات الرئاسية والموقف من اخلاء سبيل الارهابي ميشال سماحه».
لكن الجلسة الـ23 تجاوزت هذا الشغب، وانعقدت في أجواء هادئة، وكان البندان الرئيسيان دائما، هما إزالة الاحتقان وانتخاب رئيس للجمهورية حاضرين بقوة، لا سيما بعد قيام رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بترشيح العماد ميشال عون، وتمسك الرئيس سعد الحريري بمبادرته التي تقضي بترشيح النائب سليمان فرنجية.
وبحسب المعلومات فإن المجتمعين شددوا على ضرورة معالجة الخلافات السياسية بشكل مسؤول، وتجنب كل أنواع التحريض، لا سيما الطائفي والمذهبي، بما يحفظ أمن لبنان واستقراره وسلمه الأهلي في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.
أما في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، فقد أشارت المعلومات الى أن كل طرف طرح وجهة نظره وفق ما يراه مناسبا، تاركين الأمور الى مزيد من المشاورات بين الكتل النيابية، مع التشديد على ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية بما يعيد انتظام عمل المؤسسات الدستورية.
وأبدى الطرفان ارتياحهما لعودة الروح الى مجلس الوزراء، وشددا على ضرورة تفعيل العمل الحكومي، وقيام كل طرف باجراء الاتصالات اللازمة مع حلفائه لتذليل العقبات أمام الجلسة المقبلة التي من المفترض أن تعقد يوم الخميس المقبل، خصوصا أن كثيرا من قضايا المواطنين أصبحت عالقة، في ظل الشلل الذي يطال مختلف المؤسسات.
وبعد الجلسة صدر بيان أشار إلى أنه جرى في الجلسة «بحث النقاط الخلافية بين الاطراف وسبل معالجتها في اطار النقاش السياسي الهادئ و المسؤول، بما يحفظ ويعزّز السلم الاهلي.
كما جرى التفاهم على تفعيل عمل الحكومة و اعطاء الفرصة لمعالجة قضايا الناس».