لا يلقي بيل غيتس الكلام على عواهنه، مثل ضيوف برامج الـ “توك شو” في لبنان، وثراؤه لا يشبه ثراء سركيس سركيس أو روجيه عازار، لجهة الثراء المعرفي والعلمي على وجه التحديد. لذا فما يقوله مؤسس مايكروسوفت ولو كان تشاؤمياً، له وقعه على المتلقي في أميركا والصين وكلّ “زنقة” من العالم. فقد سبق أن حذّر غيتس أن أزمة تغير المناخ سيكون لها تأثير أشد خطورة من فيروس كورونا المستجد، وقد تؤدي إلى وفاة 3 ملايين شخص بحلول عام 2100 إذا لم يتم حلّها. خضّني هذا التوقّع لخشيتي أن أتبهدل على أبواب المستشفيات مع تخطيّ العقد الرابع عشر من عمري كما تقلقني خاطرة أن أفقد حياتي المديدة بضربة شمس وأكون الرقم المكمّل للضحايا الثلاثة ملايين بعد 79 عاماً.
في المنحى التشاؤمي نفسه توقّع أغنى رجل في العالم قدوم جائحة قد تكون أقوى بعشر مرات من تلك التي تسبب بها فيروس كورونا المستجد. يقولُ غيتس التوقّع فجّاً موجعاً وينافس ليلى عبد اللطيف، في ملعب تفوّقها وتسيّدها. ففي العام 2019، تنبأ الملياردير الأميركي بظهور فيروس قاتل في أسواق الصين، قبل انتقاله بسرعة الى مختلف بقاع العالم، الأمر الذي حدث بالفعل مع وباء كورونا، وقيل أن غيتس “يريد التخلّص من 15 في المائة من السكان” تحت ستار تلقيحهم. إنها نظرية المؤامرة.
ولعل أطرف المزاعم ما تردد في وسائل التواصل الإجتماعي أن الدكتور فاوتشي سنبرز وغيتس اختلقا الجائحة لمحاولة السيطرة على الناس وأنهما يريدان استخدام اللقاحات في زرع رقائق إلكترونية يمكن تتبعها في أجساد الناس. وتساءل غيتس: “هل يصدق الناس فعلا هذا الكلام؟”.
في لبنان نعم نصدّق، وبشكل خاص نصدّق المنجّمات والمنجّمين، فحبذا لو تركّز قليلا سيد غيتس على الشأن اللبناني وتشملنا بتوقعاتك. أما ما يقلق اللبنانيين بالفعل، فمتى “يتصالح” الرئيسان عون والحريري؟ ومتى يتباوسان؟ قلت إن “صبر الناس بالتأكيد على وشك النفاد” وهذه حقيقة ساطعة لم يعد اللبنانيون قادرين على انتظار المصالحة وعودة مسار التأليف إلى سكة الحب والمحبة والدستور والميثاقية ووحدة المعايير.
وفي المناسبة سيد غيتس، من تتوقع أن يخلف أمبرطور المتن، وليس اليابان، على العرش في الإنتخابات الفرعية المقبلة؟
ماذا تتوقع بالنسبة إلى تكملة أوتوستراد القديسة رفقا ـ تنورين؟
هل تتوقع السير بدعوى تطويب حمد حسن؟
أخيراً كم تتوقع مسيو غيتس أن يفتح الدولار الأميركي غداً في الثاني من شباط في السوق السوداء؟ بين ثيابي الصيفية دسستُ 320 دولاراً، وهي قطعة من كبدي. أأبيعها أو أنتظر لشباط 2022؟