Site icon IMLebanon

شرعة حقوق الانسان !

 الحراك المدني يؤيده المواطن، أو يعارضه، يبقى صوتاً للحق، في مستقبل أفضل، أو في حياةٍ فُضلى.

ربما أراد أن يكون تصحيحاً ل العورات الحزبية.

إلا أن بعض الأحزاب التقليدية جعلته ينجرّ حيناً الى أخطاء أجهضت أهدافه أحياناً.

لكنها في الغالب استعادت أصالتها والأهداف.

***

قبل نصف قرن وأكثر، أدرك هذا الواقع عالِم من لبنان، رأس وفد لبنان الى الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبادر الى النضال من أجل شرعة سماها شرعة حقوق الانسان.

وهو أعظم ما حققه في حياته.

نجح شارل مالك مع زملائه جون هامفري من كندا ورينه كاسن من فرنسا، وبي سي شانغ من الصين، في وضع شرعة حقوق الانسان.

ويقول العالِم اللبناني الدكتور فيليب سالم، قاهر مرض السرطان، من داخل مؤسسته في هيوستن – تكساس ان هذه الشرعة هي من اهم الانجازات في القرن العشرين.

وشارل مالك وفيليب سالم نسيبان من بلدة بطرام في الكورة، الأول هاجر الى الولايات المتحدة، وعاد الى لبنان في العام ١٩٥٨ ليعمل وزيراً لخارجية لبنان ونائباً عن منطقته الكورة.

والثاني، لا يزال في أميركا، ويجوب العالم، داعياً الى اعادة النظر في شرعة حقوق الانسان، لجعل الحق في الرعاية الصحية، الأكثر قدسية في حقوق الانسان.

ويرى الدكتور فيليب سالم أن لكل انسان الحق في الحرية والحياة وسلامة شخصيه.

ما معنى الحق في الرعاية الصحية؟ يطرح البروفسور سالم هذا السؤال ويجيب عليه بثلاثة حلول:

الحق في الوقاية من الأمراض.

الحق في الكشف المبكر عن الأمراض.

والحق في العناية الطبية عند الحاجة.

وفيليب سالم العالِم والانساني مستمر في شعاره التاريخي الحديث: اذا كانت استشارة الطبيب ضرورية، عند اصابته بمرض، فإن استشارته الطبيب، ضرورية عندما يكون في صحة جيدة. لأن حظوظ الشفاء من المرض، أي مرض، أعلى عندما يتم اكتشافه باكراً.

***

ويرى الدكتور فيليب سالم أن تاريخ الأول من كانون الأول ١٩٤٨، من أهم المحطات التاريخية في القرن العشرين، لأن الجمعية العامة للأمم المتحدة، انعقدت في قصر شايو الباريسي، واصدرت وثيقة العصر.

وفي رأيه أنه كان على رأس تلك اللجنة رجل من لبنان يدعى شارل مالك. قد يختلف معه الانسان في السياسة، لكن الجميع يحترمونه تقديراً لدفاعه المستميت عن كرامة الانسان وحقوق الفرد.

هل يعتقد رجال السياسة، أنهم كرَّموا شارل مالك، عندما عيّنوه وزيراً للخارجية، أو جعل منه أبناء منطقته نائباً؟

إن تكريم شارل مالك لا يكون لأنه كرِه الشيوعية وساند الأميركيين، بل بجعل الانسان ممجّداً في عطائه.

هل يقرر لبنان الالتزام بقدسية الصحة العامة، وبالتالي بالحاجة الى ادراج الرعاية الصحية على قائمة الأولويات؟

يرقد شارل مالك في دنيا الخلود، كما يقول فيليب سالم، لكنه، في حبّه الأزلي وعشقه اللامحدود للانسان، طموح الى شيء آخر، أبعد من الحكم، ألا وهو صحة الانسان.

لقد أنشأت جامعة هارفارد الأميركية كرسياً للدراسات في الأخلاق والسياسة باسمه.

لكن ماذا فعل له لبنان؟ –