التركيز على مرشّحَي “أمل” أشرف بيضون وأيوب حميد
كان يمكن لمعركة بنت جبيل أن تكون محسومة، لولا وجود الصوت الاغترابي، ويعجز الكل عن تحديد مساره التفضيلي لمصلحة من سيصبّ، بعد تجميد أصوات «القوات اللبنانية» وكانت القوى التغييرية تعوّل على أن تصب في صالحها، بسبب الفيتو القواتي على المرشح حسن بزي الذي يؤكد أن المعركة قائمة وكل الأوراق فيها مفتوحة على كل الاحتمالات.
لا شك أن 6000 صوت اغترابي قد تعيد خلط أوراق اللعبة في ما لو قرر الكل المشاركة. فكيف يبدو المشهد الانتخابي على الأرض؟
رغم حالة الفتور التي تصيب دائرة النبطية حيث الجو الانتخابي أقل من عادي، أقله إلى ما بعد العيد. المعركة بدأت تأخذ طابع المنافسة الجدية بين مرشحي دائرة بنت جبيل، حيث يتخذ النزال منحى آخر، يعتمد في قسم منه على أصوات الاغتراب، وفي قسم آخر على حالة الضعف لدى مرشحي حركة أمل أشرف بيضون وأيوب حميد.
وحده مرشح «حزب الله» حسن فضل لله خارج المنافسة، في حين تبدو المنافسة مع مرشحي «أمل» الذين حازوا فقط 6000 صوت تفضيلي في انتخابات 2018 ما يفتح باب الحظ أكثر لمرشحي المعارضة المحامي حسن بزي وعلي مراد لكسب الأصوات أو أقله للحصول على قرابة 3 آلاف صوت تفضيلي، يثبت مشروعية المعارضة، في عاصمة المقاومة بنت جبيل.
بالطبع المعركة على نار حامية، وأكثر، فالكل يركض خلف الصوت التفضيلي وحكماً سيكون للصوت الاغترابي الكلمة الفصل في هذه الدائرة، صحيح أنه لم يسجل سوى 600 صوت اغترابي في بنت جبيل العاصمة، غير أنه يوجد حوالى 6000 صوت اغترابي من كل قضاء بنت جبيل موزعة على أصقاع العالم، وهذه الأصوات، في ما لو صبّت في صالح مرشحي لائحة «معاً نحو التغيير» فحكماً سيتمكن أحد المرشحين من الوصول للحاصل الانتخابي.
تتدحرج كرة الانتخابات في كل الاتجاهات، والكل شهر أسلحته النوعية في هذه المعركة، وأدار محركاته ومفاتيحه وماله الانتخابي، وحكماً الرهان على صوت الشعب الذي يقع بين خيارين أحلاهما مر: إما الركون للأمر الواقع وهذا سيرسّخ فكرة التبعية العمياء، أو ركونه إلى التغيير وهذا يحتّم عليه تحمّل تبعات خياره.
كانت المعارضة تعوّل على 5000 صوت قواتي في الدائرة، والتي من شأنها أن تعيد خلط الأوراق الانتخابية، غير أن «فيتو» القوات على المرشح حسن بزي جمّد الأصوات، الأمر الذي اعتبره بزي يخدم مرشحي حركة أمل. بزي الذي يراهن على وعي الناس في اليوم الانتخابي، يؤكد أنه يحظى بتأييد شعبي وازن انطلاقاً من كونه غير مستفز للبيئة الشيعية، وقريباً من بيئة جمعية المبرات، وانه من بيت شيوعي وعلى علاقة جيدة بالمسيحيين في القرى، كل ذلك يجعل من ترشحه كما يقول «فرصة مزدوجة للوصول للحاصل ولإثبات شرعية المعارضة».
يقر بزي أن للصوت الاغترابي وزنه في هذه المعركة، وهو قادر على تغيير المعادلة، في معركة ليست محسومة على الإطلاق، بل برأيه تحمل كل أوراق المفاجآت.
ينطلق بزي في معركته من ملفات الفساد، استطاع من خلالها كسب ثقة الناس، يعتبر أنه في معركة مع كل مرشح في الدائرة، فكل واحد يطمح للفوز بالأصوات التفضيلية، غير انه يؤكد انه يتنافس مع مرشحي حركة «أمل» بالمباشر، فـ»لو صوت المغترب وبعض المقيم نستطيع الوصول إلى الـ6000 صوت التي حظي بها مرشحو «أمل» في انتخابات 2018». من هنا يحثّ بزي المغتربين «على الاقتراع وبكثافة، فأنا أتواصل معهم، وألمس مدى استيائهم من السلطة الحاكمة، ولو حصلت على 700 صوت اغترابي فهذا ممتاز وأمر خيالي أيضاً».
يعمل بزي كما كل مرشحي لائحة «معاً نحو التغيير» على خرق لائحة الثنائي بشتى الوسائل، «لأن الهدف إحداث فجوة في جدار التسلط، وبمجرد وصولنا إلى الحاصل الانتخابي انتصار لنا وإثبات وجود المعارضة في دائرة الجنوب الثالثة».
لن يسمح «حزب الله» بخرق المقاعد الشيعية، فهو سيعمد إلى تجيير أصوات تفضيلية لمرشحي «أمل» في الدائرة حفاظاً على المقاعد الشيعية وهذا يحد نوعاً ما من حظوظ الخرق ولكن لا شيء بعيد عن التحقق والمعركة مستمرة، يؤكد بزي.
كلما اقتربنا أكثر من الاستحقاق الانتخابي اتضحت معالم المعركة أكثر، وكشفت خبايا الاتفاقات الانتخابية من تحت الطاولة، ففي هذه المعركة كل الأسلحة مشروعة كسباً للصوت التفضيلي الذي جعل من معركة تغيير واقع لبنان معركة إثبات شعبية لا أكثر.