IMLebanon

الميلاد في بكركي: كرسي فارغ.. وصرخة

الراعي يختلي بعون ويستقبل جنبلاط ووفد «حزب الله»

الميلاد في بكركي: كرسي فارغ.. وصرخة

نفض عيد الميلاد هذه السنة الغبار عن تقليد سياسي ماروني كان في بدايته شاذا عن القاعدة قبل أن يتحول إلى قاعدة. فالعلاقة المتوترة التي كانت تسود احيانا بين رئيس الجمهورية ورأس الكنيسة المارونية، والتي وصلت في كثير من الاحيان الى الجفاء وحتى القطيعة، أدت الى ما بات يعرف بالمشاركة التقليدية لرئيس الجمهورية في قداس الميلاد في مطرانية بيروت وليس في الصرح البطريركي في بكركي.

في ميلاد 2014 حضر للمرة الاولى الفراغ الرئاسي الى بيروت وتوافد كما في كل سنة مشاريع الرؤساء الى بكركي. لوهلة بدا وكأن التقليد الخاطئ صُحِّح. ولكن الواقع أن الخطأ لا يزال مستمرا والفراغ الرئاسي سيعبر بسلام الى السنة الجديدة. هذا على الاقل ما تشي به كل اللقاءات التي عقدت على هامش تهنئة اهل السياسة، للبطريرك بشارة الراعي بالعيد المجيد. وبحسب مطلعين «فإن كل ما يحكى عن اجتماع رباعي مسيحي في بكركي هو من نسج الخيال. فالبطريرك لن يدعو الى اي اجتماع موسع في بكركي قبل ضمان نجاحه، وهذا يمكن اختصاره بالتوافق على النزول إلى مجلس النواب وإفساح المجال للديموقراطية عبر دورات اقتراع عدة الى حين بلورة صورة الرئيس واسمه».

هذا ما سمعه العماد ميشال عون من سيد بكركي في خلوة بينهما بعد قداس العيد. فقد أعرب البطريرك للجنرال عن ترحيبه بالحوار المنتظر بين «التيار الحر» و «القوات». كذلك رحب الراعي أمام نادر الحريري، مدير مكتب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي زاره أمس الأول، بالحوار بين «حزب الله» و «المستقبل».

وينقل احد زوار الراعي عنه قوله: «إذا تمكن حزب الله والمستقبل ان يلتقيا، وهذا أمر ايجابي، فهل هذا عصي على القوات والتيار الحر؟».

وتصف أوساط كنسية لقاءات البطريرك بـ»الممتازة والجيدة جدا» مع كل من عون والحريري و «حزب الله» الذي زار وفد منه، أمس، بكركي ضم رئيس المجلس السياسي للحزب ابراهيم أمين السيد وعضوي المجلس غالب ابو زينب ومصطفى الحاج، في حضور ممثل بكركي في اللجنة الثنائية للحوار المطران سمير مظلوم والامين العام للحوار المسيحي الاسلامي حارس شهاب.

في قداس الميلاد المجيد، توازن الحضور الرسمي والشعبي في بكركي. غاب الكرسي الرئاسي الذي يتقدم صفوف الحضور. الصفوف الامامية لعون والرئيس امين الجميل. تم توزيع نواب ووزراء كل منهم بحيث لا تبدو قاعة الكنيسة وكأنها «مفروزة سياسيا». تقدم الحضور ايضا النائب وليد جنبلاط وعائلته. اراد وليد بيك ان يعرف ابنه تيمور على اميل رحمة، النائب الحاصل على اكبر عدد اصوات في البرلمان اللبناني، على ما قال لابنه. فأجابه رحمة: «نحن كلنا بحزبك وليد بيك». فعلق جنبلاط: «بالعكس أنا اريد ان انضم لحزبك لكي احصل على كل تلك الاصوات». كما تقدم الحضور السفير الاميركي دايفيد هيل وفعاليات سياسية وحزبية وعسكرية وقضائية ومناطقية.

في القداس الذي ترأسه البطريرك بمعاونة المطارنة بولس الصياح، سمير مظلوم وحنا علوان، الاباتي انطوان خليفة والأب بول كرم بمشاركة السفير البابوي المونسينيور غابريال كاتشيا، ألقى البطريرك عظة العيد فقال: «كم نود أن يساعد هذا النور الإلهي المسؤولين السياسيين ليروا الأخطار والنتائج الوخيمة على الكيان اللبناني والمؤسسات الدستورية التي يحدثها عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وليروا كيف أن غياب رئيسٍ للبلاد يولد الفوضى ويستبيح التعدي على المال العام ومرافق الدولة، ويعطل أجهزة الرقابة، وينشر الفساد في الإدارات العامة، ويسهل الرشوة على حساب الدولة وأموالها وأملاكها ونموها وتقدمها»، وسأل: «مَن يضمن حماية الدستور والميثاق الوطني وصيغة المشاركة المتوازنة بين المسيحيين والمسلمين في الحكم والإدارة غير رئيس الجمهورية؟»

وتلقى الراعي سلسلة اتصالات تهنئة بالاعياد ابرزها من قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن الذي أثنى على رسالة الراعي الميلادية، واعتبرها خارطة طريق ومنطلقاً لاستنهاض الدولة بكل مقوماتها.

الميلاد يجمع الحريري وسعد

محمد صالح

جمعت مناسبة عيد الميلاد ما فرّقته السياسة في صيدا، حيث تصافحت النائبة بهية الحريري والأمين العام لـ «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد، على مرأى من كل من صادف وجودهم في بهو صالون كاتدرائية الروم الكاثوليك في صيدا وفي طليعتهم راعي الابرشية المطران الياس الحداد. ولم يقتصر الأمر على المصافحة، بل تطور إلى تبادل أحاديث بين الحريري وسعد لبعض الوقت على «الواقف» مع ابتسامات حملت دلالات من الرضى بينهما قبل الجلوس إلى جانب الحداد، لتكون جلسة حواريّة لدقائق عدة، قد تمهّد لحوار أطول في المستقبل.